كتاب نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: المقدمة)

من شمولها، واستيعابها لأقوال الفرق مع الرد عليها.
وأظن أن كلام هذا الإمام في كان أهمية هذه القصيدة كافٍ لمن كانت له بصيرة، والله المستعان.
٦ - ومما يدل على أهميتها: عناية العلماء بها شرحًا وتدريسًا لها في المساجد حتى إن الناظم -رحمه الله- من عنايته بها قرئت عليه في حياته كاملة.
يقول ابن رجب (¬١): "وسمعت عليه "قصيدته النونية الطويلة" في السُنَّة (¬٢)، وأشياء من تصانيفه" (¬٣).
يدل كلام ابن رجب على أنها كانت تقرأ ويتداولها الطلبة في عصر الناظم، وكانت مشهورة معروفة، وهذا يدل على أهميتها ومكانتها العلمية في ذلك العصر (¬٤).
---------------
(¬١) ذيل الطبقات ٤/ ٤٤٨.
(¬٢) السلف يعنون بـ "السنة" العقيدة، ولذلك ألفوا كتبًا في مسائل الاعتقاد أسموها بالسنة: كالسنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والسنة للخلال، والسنة لابن أبي عاصم، وغيرها.
(¬٣) والذي يظهر من كلام ابن رجب أن لها أهمية كبيرة عنده لأنه خصَّها بالذكر من دون سائر مصنفات شيخه.
(¬٤) على خلاف ما زعمه الكوثري من أنها لم تكن تذاع في عهد ابن القيم إلا سرًّا.
انظر ما سطَّره العلامة بكر أبو زيد في: ابن القيم حياته وآثاره ص ٢٨٨.

الصفحة 30