كتاب المنهج القويم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم

و "سَتَفْتَرِقُ أُمَّتي على ثلاثٍ وسَبْعينَ فِرْقَةً كُلُّها في النارِ إلَّا فرقةٌ واحدةٌ وهي الجَمَاعة" (¬١) .
ولا شكَّ أن الثنتين وسبعين هم الذين تفرَّقوا واختلفوا كما تفرَّق الذين من قبلهم، ومن ذلك لما سألوه أن يجعل لهم ذات أنواط، فقال: "اللهُ أكبر، قلتم -والذي نَفْسِي بِيَدِه- كما قال بَنُو إسْرائيِلُ قَبْلَكُم". رواه مالك والنسائي والترمذي وصحَّحه (¬٢) .
وقال: "لتركَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كانَ قَبْلَكُم حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ، حَتَّى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُموه" قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: "فَمَن" (¬٣) ؟!
وقد تقدم (¬٤) مثله في البخاري قوله: "لتأخُذَنَّ أُمَّتِي مأْخَذَ القرونِ قَبْلَها شِبْرًا بشِبْرٍ وذِرَاعًا بذراعٍ".
---------------
(¬١) جاء هذا الحديث من رواية جماعة من الصحابة: أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، ومعاوية، وعَمْرو بن عوف، وعبد الله بن عَمْرو، وعوف بن مالك، وأبو أمامة، وسعد بن أبي وقاص، وأنس بن مالك.
وهو حديث صحيح بشواهده.
(¬٢) أخرجه الترمذي رقم (٢١٨٠)، والنسائي في "الكبرى": (٦/ ٣٤٦) في التفسير. ولم أر من نسبه إلى مالك.
وأخرجه أحمد: (٥/ ٢١٨)، وابن حبان "الإحسان": (١٥/ ٩٤) وغيرهم من حديث أبي واقد الليثي -رضي الله عنه-.
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح" وصححه ابن حبان، وهو كذلك.
(¬٣) أخرجه البخاري رقم (٧٣١٩)، ومسلم رقم (٢٦٦٩) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- بنحوه.
(¬٤) ص/ ٢١.

الصفحة 35