كتاب المنهج القويم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم

وكتب عمر إلى المسلمين المقيمين ببلاد فارس: "إيَّاكُم وَزِيِّ أَهْلِ الشِّرْكِ" فهو عام في كلِّ زيٍّ لهم. رواه البخاري في "صحيحه" (¬١).
وكتب إلى أذربيجان: "إيَّاكُم والتَّنَعُّم وَزِيِّ أهل الشِّرك" (¬٢)، ومنعَ -رضي الله عنه- من إعزاز الكفار واستعمالهم على أمر المسلمين وائتمانهم على شيءٍ، وحَرَّق الكتبَ العجمية وغيرها، ونهي عن تعلُّم رطانةِ الأعاجم.
ثم مشى بعده عثمان -رضي الله عنهما- على سَنَنِه في ذلك.
ورأى عليٌّ -رضي الله عنه- قومًا قد سَدَلوا، فقال: ما لهم كأنهم اليهود خرجوا من فُهْرهم!؟ رواه سعيد في "سننه" (¬٣)، عن هُشَيْم، عن خالد الحذَّاء، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، عن أبيه، عن عليٍّ.
ورواه ابن المبارك (¬٤).
ورُويَ عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كرها السَّدْلَ في الصلاة (¬٥)، ورُويَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا (¬٦).
---------------
(¬١) رقم (٥٨٣٠) مختصرًا ليس فيه هذا اللفظ، ورواه مسلم أيضًا رقم (٢٠٦٩).
(¬٢) کرره المختَصِر، وهو نفسه الحديث السابق.
(¬٣) كما في الاقتضاء، وسنده صحيح، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف": (٢/ ٦٢).
(¬٤) وحفص بن غياث، كلاهما عن خالد الحذاء، فتابعوا هشيمًا على روايته.
(¬٥) أخرجه عنهما ابن أبي شيبة في "المصنف": (٢/ ٦٣).
(¬٦) من مرسل عطاء، وهي إحدى روايتي أبي داود رقم (٦٤٣).
ورويَ مرفوعًا أيضًا، أخرجه أبو داود رقم (٦٤٣)، والترمذي رقم (٣٧٨)، وأحمد: (١٣/ ٣١٦ رقم ٧٩٣٤) من طريق عطاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- وفي سنده ضعف.

الصفحة 58