كتاب المنهج القويم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم

والبَرْبَر والحبشة وغيرهم- ينقسمون إلى المؤمن والكافر والبر والفاجر کانقسام العرب، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللَه أَذْهَبَ عنكم عُبِّيَّة الجاهليةِ وفَخْرَها بالآباءِ؛ مؤمنٌ تقيٌّ وفاجِرٌ شقيٌّ، أنتم بنو آدمَ وآدمُ مِنْ ترابٍ" حديث صحيح (¬١).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناسُ إن ربَّكم -عزَّ وجل- واحدٌ وإنَّ أباكُم واحدٌ، ألا لا فَضْلَ لعربيٍّ على عَجَمِيٍّ، ألا لا فضلَ لأسودَ على أَحْمَرَ إلا بالتقوى ألا قَدْ بلَّغْت"؟ قالوا: نعم، قال: "لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الغائبَ" (¬٢) إسناده صحيح.
وأخبر أن آل بني فلان ليسوا بمجرَّد النَّسب أولياء له، وهم بطنٌ قريب النسب منه، إنما وليُّه اللهُ وصالح المؤمنين. أخرجاه في "الصحيحين" (¬٣).
ومثل ذلك كثير في الكتاب والسنة، أن العبرةَ بالأسماء التي حمدها الله وذمَّها؛ کالمؤمن والكافر والبر والفاجر والعالم والجاهل، وقال: "لو كان الدِّيْنُ بالثريَّا لذهبَ به رَجُلٌ مِن فَارِسَ حَتَّى يَتَنَاوَلَه" (¬٤).
---------------
(¬١) تقدم ص/ ٤٤ - ٤٥.
(¬٢) أخرجه بنحوه أحمد: (٥/ ٤١١) عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبو نعيم في "الحلية": (٣/ ١٠٠) عن جابر، قال أبو نعيم: "غريب من حديث أبي نضرة عن جابر".
(¬٣) البخاري رقم (٥٩٩٠)، ومسلم رقم (٢١٥) من حديث عَمرو بن العاص -رضي الله عنه-.
(¬٤) أخرجه مسلم رقم (٢٥٤٦) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

الصفحة 65