كتاب المدخل لابن الحاج - الفكر (اسم الجزء: 1)

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه المضطر لذلك أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري القبيلي الفاسي الدار عفا الله عنه ولطف به الحمد لله المنفرد بالدوام الباقي بعد فناء الأيام الموجد للخلق بعد العدم المفني لهم بعد أن ثبتت أعمالهم في الصحف كما جرى به القلم العالم بما انطوت عليه أسرارهم في الحال وفي القدم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد مضطر إليها عند زلة القدم وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله إلى أكرم الأمم وبعد فإني كنت كثيرا ما أسمع سيدي الشيخ العمدة العالم العامل المحقق القدوة أبا محمد عبد الله بن أبي حمزة يقول وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم ويقعد إلى التدريس في أعمال النيات ليس إلا أو كلاما هذا معناه فإنه ما أتى على كثير من الناس إلا من تضييع النيات فقد رآني ذكرت بعض ما كان يجرى عنده من بعض الفوائد في ذلك لبعض الإخوان فطلب أن أجمع له شيئا لكي يعرف تصرفه في نيته وفي عبادته وعليه وتسببه فامتنعت من ذلك خوفا مما ورد في الحديث عنه صلوات الله عليه وسلامه في القوم الذين يمضغون ألسنتهم يوم القيامة أنهم العلماء الذين لا يعملون بما يعلمون ومن قوله عليه الصلاة والسلام أول ما تسعر النار يوم القيامة برجل عالم فتندلق أقتابه خلفه فيدور فيها كما يدور
____________________

الصفحة 3