كتاب المدخل لابن الحاج - الفكر (اسم الجزء: 1)

علي من وجوه الوجه الأول من قبل نفسي للتذكرة الثاني من قبل طالبه لئلا أدخل بذلك فيمن سئل عن علم فكتمه الثالث لعل بعض من يراه ويعمل به أو ببعضه يدعو لمؤلفه المنكسر خاطره من قلة العمل لعل أن يوفقه الله تعالى للعمل وقد قال الشيخ إبراهيم النخعي رحمه الله إني لا أكره القصص إلا لثلاث قلت إحداهن قوله تعالى أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم الثانية قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون الثالثة قوله تعالى وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه انتهى لكن قد روى مالك عن ربيعة بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن جبير يقول لو كان المرء لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر قال مالك صدق ومن هذا أن ارتكاب معصية واحدة أخف من ارتكاب معصيتين ولقد بدأته بآية من كتاب الله تعالى تبركا واستدللت على ما أريده بآيات وأحاديث تمس الحاجة إليها في بعض المواضع فبعض الأحاديث أتيت بها النص والنسبة لناقلها وبعضها بالمعنى وعدم النسبة للضرورة الداعية إلى نقله كل ذلك لعدم الكتب الحاضرة في الوقت وفي بعض المواضع تمس الحاجة إلى بعض حكايات تكون تفسيرا وبيانا لما الحاجة داعية إلى بيانه وربما نبهت على بعض الآداب ووجدت بعض الناس يقولون بضدها فاحتجت إلى البحث في ذلك معهم حتى يتبين وجه الصواب ويتضح بحسب ما يسر الله تعالى وبدأت فيه بما هو الأولى والآكد والأهم ثم الأمثل فالأمثل بعد ذلك ورتبت ذلك على فصول ليكون كالفصل مستقلا بنفسه في المعنى المراد به فيكون أيسر للفهم وأهون على من يريد أن يطالع مسألة معينة بحسب ما هو موجود ومسطور فيه وهذا بحسب
____________________

الصفحة 5