كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 2)
بَابُ أَصْلِ فَرْضِ الصَّلاَةِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ : رحمه الله تعالى قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى { إنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ? وَقَالَ { وَمَا أُمِرُوا إلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ? الآيَةَ. مَعَ عَدَدٍ أَيْ فِيهِ ذِكْرُ فَرْضِ الصَّلاَةِ.
قال : { وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْإِسْلاَمِ فَقَالَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ فَقَالَ السَّائِلُ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟ قَالَ : لاَ , إلَّا أَنْ تَطَوَّعَ ? .
أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ الصَّلاَةُ
قَالَ الشَّافِعِيُّ : رحمه الله تعالى سَمِعْت مَنْ أَثِقُ بِخَبَرِهِ وَعِلْمِهِ يَذْكُرُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فَرْضًا فِي الصَّلاَةِ , ثُمَّ نَسَخَهُ بِفَرْضٍ غَيْرِهِ , ثُمَّ نَسَخَ الثَّانِيَ بِالْفَرْضِ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ.
قال : كَأَنَّهُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ? يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمْ اللَّيْلَ إلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ , أَوْ اُنْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً ? الآيَةَ. ثُمَّ نَسَخَهَا فِي السُّورَةِ مَعَهُ بِقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ { إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيْ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ ? إلَى قَوْلِهِ { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ ? فَنَسَخَ قِيَامَ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفَهُ , أَوْ أَقَلَّ , أَوْ أَكْثَرَ بِمَا تَيَسَّرَ وَمَا أَشْبَهَ مَا قَالَ بِمَا قَالَ وَإِنْ كُنْت أُحِبُّ أَنْ لاَ يَدَعَ أَحَدٌ أَنْ يَقْرَأَ مَا تَيَسَّرَ عَلَيْهِ مِنْ لَيْلَتِهِ وَيُقَالُ : نُسِخَتْ مَا وَصَفْت مِنْ الْمُزَّمِّلِ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ? أَقِمْ الصَّلاَةَ@
الصفحة 149