كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 2)

جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ أَوْصَتْهَا أَنْ تُغَسِّلَهَا إذَا كَانَتْ هِيَ , وَعَلِيٌّ فَغَسَّلَتْهَا هِيَ , وَعَلِيٌّ رضي الله عنهما .
بَابُ الْعَمَلِ فِي الْجَنَائِزِ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ : حَقٌّ عَلَى النَّاسِ غُسْلُ الْمَيِّتِ , وَالصَّلاَةُ عَلَيْهِ , وَدَفْنُهُ لاَ يَسَعُ عَامَّتَهُمْ تَرْكُهُ , وَإِذَا قَامَ بِذَلِكَ مِنْهُمْ مَنْ فِيهِ كِفَايَةٌ لَهُ أَجْزَأَ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَهُوَ كَالْجِهَادِ عَلَيْهِمْ حَقٌّ أَنْ لاَ يَدَعُوهُ , وَإِذَا ابْتَدَرَ مِنْهُمْ مَنْ يَكْفِي النَّاحِيَةَ الَّتِي يَكُونُ بِهَا الْجِهَادُ أَجْزَأَ عَنْهُمْ . وَالْفَضْلُ لِأَهْلِ الْوِلاَيَةِ بِذَلِكَ عَلَى أَهْلِ التَّخَلُّفِ عَنْهُ
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَإِنَّمَا تَرَكَ عُمَرُ عِنْدَنَا , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ عُقُوبَةَ مَنْ مَرَّ بِالْمَرْأَةِ الَّتِي دَفَنَهَا أَظُنُّهُ كُلَيْبًا , لِأَنَّ الْمَارَّ الْمُنْفَرِدَ قَدْ كَانَ يَتَّكِلُ عَلَى غَيْرِهِ مِمَّنْ يَقُومُ مَقَامَهُ فِيهِ , وَأَمَّا أَهْلُ رُفْقَةٍ مُنْفَرِدِينَ فِي طَرِيقٍ غَيْرِ مَأْهُولَةٍ لَوْ تَرَكُوا مَيِّتًا مِنْهُمْ , وَهُوَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُوَارُوهُ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ أَنْ يُعَاقِبَهُمْ لِاسْتِخْفَافِهِمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَوَائِجِهِمْ فِي الْإِسْلاَمِ , وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا وَجَبَ عَلَى النَّاسِ فَضَيَّعُوهُ فَعَلَى السُّلْطَانِ أَخْذُهُ مِنْهُمْ , وَعُقُوبَتُهُمْ فِيهِ بِمَا يَرَى غَيْرَ مُتَجَاوِزٍ الْقَصْدَ فِي ذَلِكَ.
قال : وَأُحِبُّ إذَا مَاتَ الْمَيِّتُ أَنْ لاَ يُعَجِّلَ أَهْلُهُ غُسْلَهُ لِأَنَّهُ قَدْ يَغْشَى عَلَيْهِ فَيُخَيَّلُ إلَيْهِمْ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ حَتَّى يَرَوْا عَلاَمَاتِ الْمَوْتِ الْمَعْرُوفَةَ فِيهِ , وَهُوَ أَنْ تَسْتَرْخِيَ قَدَمَاهُ , وَلاَ تَنْتَصِبَانِ , وَأَنْ تَنْفَرِجَ زَنْدَا يَدَيْهِ , وَالْعَلاَمَاتُ الَّتِي يَعْرِفُونَ بِهَا الْمَوْتَ , فَإِذَا رَأَوْهَا عَجَّلُوا غُسْلَهُ , وَدَفْنَهُ فَإِنَّ تَعْجِيلَهُ تَأْدِيَةُ الْحَقِّ إلَيْهِ , وَلاَ يُنْتَظَرُ بِدَفْنِ الْمَيِّتِ غَائِبٌ مَنْ كَانَ الْغَائِبُ , وَإِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ غُمِّضَ , أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ@

الصفحة 623