كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 2)

ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ قَبِيصَةَ نَصْرُ بْنُ ذُؤَيْبٍ كَانَ يُحَدِّثُ { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَغْمَضَ أَبَا سَلَمَةَ } .
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَيُطْبَقُ فُوهُ وَإِنْ خِيفَ اسْتِرْخَاءُ لَحْيَيْهِ شُدَّ بِعِصَابَةٍ.
قال : وَرَأَيْت مَنْ يُلَيِّنُ مَفَاصِلَهُ , وَيَبْسُطُهَا لِتُلَيَّنَ , وَلاَ تَجْسُو وَرَأَيْت النَّاسَ يَضَعُونَ الْحَدِيدَةَ , السَّيْفَ أَوْ غَيْرَهُ , عَلَى بَطْنِ الْمَيِّتِ , وَالشَّيْءَ مِنْ الطِّينِ الْمَبْلُولِ كَأَنَّهُمْ يَذُودُونَ أَنْ تَرْبُو بَطْنُهُ فَمَا صَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ مِمَّا رَجَوْا , وَعَرَفُوا أَنَّ فِيهِ دَفْعَ مَكْرُوهٍ رَجَوْت أَنْ لاَ يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى , وَلَمْ أَرَ مِنْ شَأْنِ النَّاسِ أَنْ يَضَعُوا الزَّاوُوقَ يَعْنِي الزِّئْبَقَ فِي أُذُنِهِ , وَأَنْفِهِ , وَلاَ أَنْ يَضَعُوا المرتك يَعْنِي المرداسنج عَلَى مَفَاصِلِهِ وَذَلِكَ شَيْءٌ تَفْعَلُهُ الْأَعَاجِمُ يُرِيدُونَ بِهِ الْبَقَاءَ لِلْمَيِّتِ , وَقَدْ يَجْعَلُونَهُ فِي الصُّنْدُوقِ وَيُفْضُونَ بِهِ إلَى الْكَافُورِ , وَلَسْت أُحِبُّ هَذَا , وَلاَ شَيْئًا مِنْهُ , وَلَكِنْ يُصْنَعُ بِهِ كَمَا يُصْنَعُ بِأَهْلِ الْإِسْلاَمِ ثُمَّ يُغَسَّلُ , وَالْكَفَنُ , وَالْحَنُوطُ , وَالدَّفْنُ , فَإِنَّهُ صَائِرٌ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَالْكَرَامَةُ لَهُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى , وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.
قال : وَبَلَغَنِي أَنَّهُ { قِيلَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : نَتَّخِذُ لَك شَيْئًا كَأَنَّهُ الصُّنْدُوقُ مِنْ الْخَشَبِ , فَقَالَ : اصْنَعُوا بِي مَا صَنَعْتُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - انْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ , وَأَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ }@

الصفحة 624