كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 2)

وَلاَ يُغَسِّلُهُ بِشَيْءٍ مِنْ الْمَاءِ إلَّا أَلْقَى فِيهِ كَافُورًا لِلسُّنَّةِ , وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ كَرِهْتُهُ , وَرَجَوْت أَنْ يُجْزِئَهُ , وَلَسْت أَعْرِفُ أَنْ يُلْقَى فِي الْمَاءِ وَرَقُ سِدْرٍ , وَلاَ طِيبٌ غَيْرَ كَافُورٍ , وَلاَ يَغِرُّهُ , وَلَكِنْ يَتْرُكُ مَاءً عَلَى وَجْهِهِ , وَيُلْقِي فِيهِ الْكَافُور.
مَا يُبْدَأُ بِهِ فِي غَسْلِ الْمَيِّتِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ : رحمه الله تعالى يُلْقَى الْمَيِّتُ عَلَى ظَهْرِهِ ثُمَّ يَبْدَأُ غَاسِلُهُ فَيُوَضِّئُهُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ وَيُجْلِسُهُ إجْلاَسًا رَفِيقًا وَيُمِرُّ يَدَهُ عَلَى بَطْنِهِ إمْرَارًا رَفِيقًا بَلِيغًا لِيُخْرِجَ شَيْئًا إنْ كَانَ فِيهِ ثَمَّ فَإِنْ خَرَجَ شَيْءٌ أَلْقَاهُ , وَأَلْقَى الْخِرْقَةَ عَنْ يَدِهِ , وَوَضَّأَهُ ثُمَّ غَسَّلَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالسِّدْرِ حَتَّى يُنَقِّيَهُمَا وَيُسَرِّحَهُمَا تَسْرِيحًا رَفِيقًا ثُمَّ يُغَسِّلُهُ مِنْ صَفْحَةِ عُنُقِهِ الْيُمْنَى صَبًّا إلَى قَدَمِهِ الْيُمْنَى , وَغُسِّلَ فِي ذَلِكَ شِقُّ صَدْرِهِ , وَجَنْبُهُ , وَفَخِذُهُ , وَسَاقُهُ الْأَيْمَنُ كُلُّهُ يُحَرِّكُهُ لَهُ مُحَرِّكٌ لِيَتَغَلْغَلَ الْمَاءُ مَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ , وَيُمِرُّ يَدَهُ فِيمَا بَيْنَهُمَا , وَلِيَأْخُذَ الْمَاءَ فَيُغَسِّلَ يَامِنَةَ ظَهْرِهِ ثُمَّ يَعُودُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ فَيَصْنَعُ بِهِ ذَلِكَ ثُمَّ يَحْرِفُ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْسَرِ فَيُغَسِّلُ نَاتِئَةَ ظَهْرِهِ , وَقَفَاهُ وَفَخِذِهِ , وَسَاقِهِ إلَى قَدَمِهِ , وَهُوَ يَرَاهُ مُمْكِنًا ثُمَّ يَحْرِفُ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَصْنَعَ بِيَاسِرَةِ قَفَاهُ , وَظَهْرِهِ , وَجَمِيعِ بَدَنِهِ , وَأَلْيَتَيْهِ , وَفَخِذَيْهِ وَسَاقِهِ , وَقَدَمِهِ مِثْلَ ذَلِكَ , وَأَيُّ شِقٍّ حَرَفَهُ إلَيْهِ لَمْ يَحْرِفْهُ حَتَّى يُغَسِّلَ مَا تَحْتَهُ , وَمَا يَلِيهِ لِيَحْرِفَهُ عَلَى مَوْضِعٍ نَقِيٍّ نَظِيفٍ , وَيَصْنَعُ هَذَا فِي كُلِّ غَسْلَةٍ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى جَمِيعِ غُسْلِهِ , وَإِنْ كَانَ عَلَى بَدَنِهِ , وَسَخٌ نُحِّيَ إلَى إمْكَانِ غُسْلِهِ بِأُشْنَانٍ ثُمَّ مَاءٍ قَرَاحٍ , وَإِنْ غَسَّلَهُ بِسِدْرٍ أَوْ أُشْنَانٍ أَوْ غَيْرِهِ لَمْ نَحْسَبْ شَيْئًا خَالَطَهُ مِنْ هَذَا شَيْءٌ يَعْلُو فِيهِ غُسْلاً , وَلَكِنْ إذَا صَبَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ حَتَّى يَذْهَبَ هَذَا أُمِرَّ عَلَيْهِ بَعْدَهُ الْمَاءُ الْقَرَاحُ بِمَا وَصَفْت , وَكَانَ غَسْلُهُ بِالْمَاءِ , وَكَانَ هَذَا تَنْظِيفًا لاَ يُعَدُّ غَسْلَ طَهَارَةٍ ,@

الصفحة 642