كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 3)

وَقَفْت عَنْ دَعْوَاك فِيهِ , أَوْ قُلْت لَيْسَ لِمَنْ وَرِثْت عَنْهُ الدَّارَ , كَانَ لِمَنْ بَقِيَ مِنْ وَرَثَةِ مَالِك الدَّارِ أَنْ يَدَّعُوا مِيرَاثَهُمْ وَيَأْخُذُوا مِنْهُ بِقَدْرِ مَوَارِيثِهِمْ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَإِنْ ادَّعَى وَرَثَةُ الرَّجُلِ أَنَّ هَذَا الرِّكَازَ لَهُمْ , كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَهُمْ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَإِنْ أَنْكَرَ الْوَرَثَةُ أَنْ يَكُونَ لِأَبِيهِمْ كَانَ لِلَّذِي مَلَكَ الدَّارَ قَبْلَ أَبِيهِمْ وَوَرَثَتِهِ إنْ كَانَ مَيِّتًا , فَإِنْ أَنْكَرَ إنْ كَانَ حَيًّا , أَوْ وَرَثَتُهُ إنْ كَانَ مَيِّتًا أَنْ يَكُونَ لَهُ , كَانَ لِلَّذِي مَلَكَ الدَّارَ قَبْلَهُ أَبَدًا هَكَذَا , وَلَمْ يَكُنْ لِلَّذِي وَجَدَهُ
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَإِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الرِّكَازَ فِي دَارِ رَجُلٍ , وَفِيهَا سَاكِنٌ غَيْرُ رَبِّهَا وَادَّعَى رَبُّ الدَّارِ الرِّكَازَ لَهُ فَالرِّكَازُ لِلسَّاكِنِ كَمَا يَكُونُ لِلسَّاكِنِ الْمَتَاعُ الَّذِي فِي الدَّارِ الَّذِي بِبِنَاءٍ وَلاَ مُتَّصِلٍ بِبِنَاءٍ
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَدَفْنُ الْجَاهِلِيَّةِ مَا عُرِفَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَتَّخِذُونَهُ مِنْ ضَرْبِ الْأَعَاجِمِ وَحِلْيَتِهِمْ وَحِلْيَةِ غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَسَوَاءٌ مَا وُجِدَ ذَلِكَ فِي قَبْرٍ وَغَيْرِهِ إذَا كَانَ فِي مَوْضِعٍ لاَ يَمْلِكُهُ أَحَدٌ
قَالَ الشَّافِعِيُّ : فَإِنْ كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ , وَالشِّرْكِ عَمَلٌ , أَوْ ضَرْبٌ قَدْ عَمِلَهُ أَهْلُ الْإِسْلاَمِ وَضَرَبُوهُ , أَوْ وُجِدَ شَيْءٌ مِنْ ضَرْبِ الْإِسْلاَمِ , أَوْ عَمَلِهِمْ لَمْ يَضْرِبْهُ وَلَمْ يَعْمَلْهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ لُقَطَةٌ , وَإِنْ كَانَ مَدْفُونًا , أَوْ وُجِدَ فِي غَيْرِ مِلْكِ أَحَدٍ عُرِّفَ وَصُنِعَ فِيهِ مَا يُصْنَعُ فِي اللُّقَطَةِ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَإِذَا وُجِدَ فِي مِلْكِ رَجُلٍ فَهُوَ لَهُ , وَالِاحْتِيَاطُ لِمَنْ وَجَدَ مَا يَعْمَلُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ , وَالْإِسْلاَمِ أَنْ يُعَرِّفَهُ , فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَنْ يُخْرِجَ خُمْسَهُ وَلاَ أُجْبِرُهُ عَلَى تَعْرِيفِهِ , فَإِنْ كَانَ رِكَازًا أَدَّى مَا عَلَيْهِ فِيهِ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ رِكَازًا فَهُوَ مُتَطَوِّعٌ بِإِخْرَاجِ الْخُمْسِ وَسَوَاءٌ مَا وَجَدَ مِنْ الرِّكَازِ فِي قَبْرٍ , أَوْ دَارٍ , أَوْ خَرِبَةٍ , أَوْ مَدْفُونًا , أَوْ فِي بِنَائِهَا . @

الصفحة 117