كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 3)

أُمَّهَاتِهَا غَيْرَ أَنَّ أُمَّهَاتِهَا يَمُوتُنَّ فَلاَ صَدَقَةَ فِي مَيِّتٍ فَهُوَ يُخَالِفُ هَا هُنَا الجعرور , وَلَوْ كَانَ لِرَجُلٍ جعرور وَنَخْلٌ بَرْدِيٌّ أَخَذْت الجعرور مِنْ الجعرور وَعُشْرَ الْبَرْدِيِّ مِنْ الْبَرْدِيِّ
قَالَ الشَّافِعِيُّ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ كَيْفَ تَأْخُذُ مِنْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنْ الْإِبِلِ أَحَدَ سِنَّيْنِ ؟ قُلْت : الْعَدَدُ فِيمَا يُؤْخَذُ مِنْهُمَا وَاحِدٌ , وَإِنَّمَا الْفَضْلُ بَيْنَ الْأَخْذِ مِنْهُمَا فِي سِنٍّ أَعْلَى مِنْ سِنٍّ , فَإِذَا لَمْ يُوجَدْ أَحَدُ السِّنَّيْنِ , وَوُجِدَ السِّنُّ الْآخَرُ أَخَذَ مِنْ السِّنِّ الَّذِي وُجِدَ , وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ عَنْ عُمَرَ نَحْوٌ مِنْ هَذَا , وَلاَ يُؤْخَذُ مَا لاَ يُوجَدُ فِي الْمَالِ وَلاَ فَضْلَ فِي الْمَالِ عَنْهُ . وَإِنَّمَا صَدَقَتُهُ فِيهِ لاَ يُكَلِّفُ غَيْرَهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ فِي مَالِهِ فَضْلٌ فَيَحْبِسُهُ عَنْ الْمُصَدِّقِ فَيُقَالُ : ائْتِ بِالسِّنِّ الَّتِي عَلَيْك إلَّا أَنْ تُعْطِيَ مُتَطَوِّعًا مِمَّا فِي يَدِك كَمَا قِيلَ لَنَا : خُذُوا مِنْ , أَوْسَطِ التَّمْرِ وَلاَ تَأْخُذُوا جعرورا , فَإِذَا لَمْ نَجِدْ إلَّا جعرورا أَخَذْنَا مِنْهُ وَلَمْ نُنْقِصْ مِنْ الْكَيْلِ , وَلَكِنَّا نَقَّصْنَا مِنْ جَوْدَةِ مَا نَأْخُذُ إذَا لَمْ نَجِدْ الْجَيِّدَ , فَكَذَلِكَ نَقَّصْنَا مِنْ السِّنِّ إذَا لَمْ نَجِدْهَا وَلَمْ نُنْقِصْ مِنْ الْعَدَدِ
بَابُ الْفَضْلِ فِي الْمَاشِيَةِ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ : وَإِذَا كَانَ لِرَجُلٍ أَرْبَعُونَ مِنْ الْغَنَمِ كُلُّهَا فَوْقَ السِّنِّ الَّتِي تُؤْخَذُ , أَوْ مَخَاضًا كُلُّهَا , أَوْ مُتَّبِعَةً , أَوْ كَانَتْ كُلُّهَا أَكُولَةً , أَوْ تُيُوسًا قِيلَ لِصَاحِبِهَا عَلَيْك فِيهَا ثَنِيَّةٌ , أَوْ جَذَعَةٌ , فَإِنْ جِئْت بِهَا قُبِلَتْ مِنْك , وَإِنْ أَعْطَيْت مِنْهَا وَاحِدَةً قُبِلَ مِنْك , وَأَنْتَ مُتَطَوِّعٌ بِالْفَضْلِ فِيهَا , وَهَكَذَا هَذَا فِي الْبَقَرِ , وَإِذَا تَرَكْنَا لَك الْفَضْلَ فِي مَالِك فَلاَ بُدَّ أَنْ تُعْطِيَنَا الَّذِي عَلَيْك , وَهَكَذَا هَذَا فِي الْبَقَرِ , فَأَمَّا الْإِبِلُ , فَإِذَا أَخَذْنَا سِنًّا أَعْلَى رَدَدْنَا عَلَيْك , وَإِنْ أَعْطَيْتنَا السِّنَّ الَّتِي لَنَا لَمْ نَأْخُذْ غَيْرَهَا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى , وَإِذَا أَعْطَيْتنَا تَيْسًا مِنْ الْغَنَمِ , أَوْ ذَكَرًا مِنْ الْبَقَرِ فِي عَدَدٍ فَرِيضَتُهُ أُنْثَى , وَفِيهَا أُنْثَى لَمْ نَقْبَلْ ; لِأَنَّ الذُّكُورَ غَيْرُ الْإِنَاثِ .@

الصفحة 33