كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 3)

عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَقَدْ خَشِيت أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ قَدْ قَبَضَ رُوحَك فِي سُجُودِك فَقَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ إنِّي لَمَّا كُنْت حَيْثُ رَأَيْت لَقِيَنِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ مَنْ صَلَّى عَلَيْك صَلَّيْت عَلَيْهِ فَسَجَدْت لِلَّهِ شُكْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ خَطِئَ بِهِ طَرِيقُ الْجَنَّةِ } ( قَالَ الرَّبِيعُ ) قَالَ مَالِكٌ لاَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ التَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ وَإِنْ ذَا لَعَجَبٌ وَالشَّافِعِيُّ يَقُولُ يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ التَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ .
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَلَسْنَا نَعْلَمُ مُسْلِمًا وَلاَ نَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونَ صَلاَتُهُ عَلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَّا الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَلَقَدْ خَشِيت أَنْ يَكُونَ الشَّيْطَانُ أَدْخَلَ عَلَى بَعْضِ أَهْلِ الْجَهَالَةِ النَّهْيَ عَنْ ذِكْرِ اسْمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ الذَّبِيحَةِ لِيَمْنَعَهُمْ الصَّلاَةَ عَلَيْهِ فِي حَالٍ لِمَعْنًى يَعْرِضُ فِي قُلُوبِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ وَمَا يُصَلِّي عَلَيْهِ أَحَدٌ إلَّا إيمَانًا بِاَللَّهِ تَعَالَى وَإِعْظَامًا لَهُ وَتَقَرُّبًا إلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَرَّبَنَا بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ مِنْهُ زُلْفَى وَالذِّكْرُ عَلَى الذَّبَائِحِ كُلِّهَا سَوَاءٌ وَمَا كَانَ مِنْهَا نُسُكًا فَهُوَ كَذَلِكَ فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقُولَ " اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي " قَالَهُ وَإِنْ قَالَ " اللَّهُمَّ مِنْك وَإِلَيْك فَتَقَبَّلْ مِنِّي " وَإِنْ ضَحَّى بِهَا عَنْ أَحَدٍ فَقَالَ " تَقَبَّلْ مِنْ فُلاَنٍ " فَلاَ بَأْسَ هَذَا دُعَاءٌ لَهُ لاَ يُكْرَهُ فِي حَالٍ@

الصفحة 623