كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 3)
طِيبٍ لِلْبَيْتِ . جَعَلَهُ حَيْثُ نَوَى , وَلَوْ نَذَرَ أَنْ يُهْدِيَ مَا لاَ يُحْمَلُ , مِثْلَ الْأَرَضِينَ وَالدُّورِ , بَاعَ ذَلِكَ فَأَهْدَى ثَمَنَهُ . وَيَلِي الَّذِي نَذَرَ الصَّدَقَةَ بِذَلِكَ وَتَعْلِيقُهُ عَلَى الْبَيْتِ وَتَطْيِيبُهُ بِهِ , أَوْ يُوَكِّلُ بِهِ ثِقَةً يَلِي ذَلِكَ بِهِ . وَإِذَا نَذَرَ أَنْ يُهْدِيَ بَدَنَةً , لَمْ يُجْزِهِ مِنْهَا إلَّا ثَنِيٌّ مِنْ الْإِبِلِ , أَوْ ثَنِيَّةٌ وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى وَالْخَصِيُّ , وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا أَحَبُّهَا إلَيَّ , وَإِذَا لَمْ يَجِدْ بَدَنَةً أَهْدَى بَقَرَةً ثَنِيَّةً فَصَاعِدًا . وَإِذَا لَمْ يَجِدْ بَقَرَةً , أَهْدَى سَبْعًا مِنْ الْغَنَمِ ثَنِيًّا فَصَاعِدًا , إنْ كُنَّ مِعْزَى , أَوْ جَذَعًا فَصَاعِدًا , إنْ كُنَّ ضَأْنًا . وَإِنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ عَلَى بَدَنَةٍ مِنْ الْإِبِلِ دُونَ الْبَقَرِ , فَلاَ يُجْزِيهِ أَنْ يُهْدِيَ مَكَانَهَا إلَّا بِقِيمَتِهَا . وَإِذَا نَذَرَ الرَّجُلُ هَدْيًا لَمْ يُسَمِّ الْهَدْيَ وَلَمْ يَنْوِ شَيْئًا , فَأَحَبُّ إلَيَّ أَنْ يُهْدِيَ شَاةً وَمَا أَهْدَى مِنْ مُدِّ حِنْطَةٍ أَوْ مَا قُوتُهُ أَجْزَأَهُ , لِأَنَّ كُلَّ هَذَا هَدْيٌ , وَلَوْ أَهْدَى إنَّمَا كَانَ أَحَبَّ إلَيَّ , لِأَنَّ كُلَّ هَذَا هَدْيٌ . أَلاَ تَرَى إلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ? وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا } فَقَدْ يَقْتُلُ الصَّيْدَ وَهُوَ صَغِيرٌ أَعْرَجُ وَأَعْمَى , وَإِنَّمَا يُجْزِيهِ بِمِثْلِهِ . أَوَلاَ تَرَى أَنَّهُ يَقْتُلُ الْجَرَادَةَ وَالْعُصْفُورَ , وَهُمَا مِنْ الصَّيْدِ فَيُجْزِي الْجَرَادَةَ بِتَمْرَةٍ وَالْعُصْفُورَ بِقِيمَتِهِ ؟ وَلَعَلَّهُ قَبْضَةٌ , وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا كُلَّهُ هَدْيًا . وَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ : شَاتِي هَذِهِ هَدْيٌ إلَى الْحَرَمِ , أَوْ بُقْعَةٌ مِنْ الْحَرَمِ , أَهْدَى . وَإِذَا نَذَرَ الرَّجُلُ بَدَنَةً لَمْ تُجْزِئْهُ إلَّا بِمَكَّةَ , فَإِنْ سَمَّى مَوْضِعًا مِنْ الْأَرْضِ يَنْحَرُهَا فِيهِ أَجْزَأَتْهُ .
وَإِذَا نَذَرَ الرَّجُلُ عَدَدَ صَوْمٍ صَامَهُ إنْ شَاءَ مُتَفَرِّقًا , وَإِنْ شَاءَ مُتَتَابِعًا.
قال : وَإِذَا نَذَرَ صِيَامَ أَشْهُرٍ , فَمَا صَامَ مِنْهَا بِالْأَهِلَّةِ صَامَهُ , عَدَدًا مَا بَيْنَ الْهِلاَلَيْنِ , إنْ @
الصفحة 666