كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 4)

قَالَ , وَمَا ذَلِكَ ؟ قُلْت أَرَأَيْت إنْ بِعْتُك عَبْدًا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَتَقَابَضْنَا وَتَشَارَطْنَا أَنَّا جَمِيعًا أَوْ أَحَدَنَا بِالْخِيَارِ إلَى ثَلاَثِينَ سَنَةٍ ؟ قَالَ , فَجَائِزٌ , قُلْت وَمَتَى شَاءَ وَاحِدٌ مِنَّا نَقْضَ الْبَيْعِ نَقَضَهُ , وَرُبَّمَا مَرِضَ الْعَبْدُ وَلَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ سَيِّدُهُ وَانْتَفَعَ الْبَائِعُ بِالْمَالِ , وَرُبَّمَا الْمُبْتَاعُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَسْتَغِلَّ مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَمَنِهِ ثُمَّ يَرُدَّهُ , وَإِنْ كَانَ أَخَذَهُ بِدَيْنٍ وَلَمْ يَنْتَفِعْ الْبَائِعُ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِ الْمُبْتَاعِ وَقَدْ عَظُمَتْ مَنْفَعَةُ الْمُبْتَاعِ بِمَالِ الْبَائِعِ ؟ قَالَ نَعَمْ هُوَ رَضِيَ بِهَذَا , قُلْت , وَإِنْ أَعْتَقَهُ الْمُشْتَرِي فِي الثَّلاَثِينَ سَنَةٍ لَمْ يَجُزْ , وَإِنْ أَعْتَقَهُ الْبَائِعُ جَازَ , قَالَ نَعَمْ قُلْت فَإِنَّمَا جَعَلْتُ لَهُ الْخِيَارَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - { مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا } , وَلَعَلَّ ذَلِكَ يَكُونُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ , أَوْ لاَ يَبْلُغُ يَوْمًا كَامِلاً لِحَاجَةِ النَّاسِ إلَى الْوُضُوءِ أَوْ تَفَرُّقِهِمْ لِلصَّلاَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَقَبَّحْتَهُ , وَجَعَلَتْ لَهُ الْخِيَارَ ثَلاَثِينَ سَنَةٍ بِرَأْيِ نَفْسِك فَلِمَ تُقَبِّحُهُ ؟ قَالَ : ذَلِكَ بِشَرْطِهِمَا , قُلْتُ فَمَنْ شَرَطَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَى أَنْ يَثْبُتَ لَهُ شَرْطُهُ مِمَّنْ شَرَطَ لَهُ بَائِعٌ وَمُشْتَرٍ , وَقُلْتُ لَهُ : أَرَأَيْتَ لَوْ اشْتَرَيْتُ مِنْك كَيْلاً مِنْ طَعَامٍ مَوْصُوفٍ بِمِائَةِ دِرْهَمٍ ؟ قَالَ فَجَائِزٌ , قُلْتُ وَلَيْسَ لِي وَلاَ لَك نَقْضُ الْبَيْعِ قَبْلَ تَفَرُّقٍ ؟ قَالَ لاَ , قُلْتُ , وَإِنْ تَفَرَّقْنَا قَبْلَ التَّقَابُضِ انْتَقَضَ الْبَيْعُ ؟ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ أَفَلَيْسَ قَدْ وَجَبَ لِي عَلَيْك شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ لِي وَلاَ لَك نَقْضُهُ ثُمَّ انْتَقَضَ بِغَيْرِ رِضَا وَاحِدٍ مِنَّا بِنَقْضِهِ ؟ قَالَ نَعَمْ إنَّمَا نَقَضْنَاهُ اسْتِدْلاَلاً بِالسُّنَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - . { نَهَى عَنْ الدَّيْنِ بِالدَّيْنِ } , قُلْتُ , فَإِنْ قَالَ لَك قَائِلٌ , أَهْلُ الْحَدِيثِ يُوَهِّنُونَ هَذَا الْحَدِيثَ , وَلَوْ كَانَ ثَابِتًا لَمْ يَكُنْ هَذَا دَيْنًا لِأَنِّي مَتَى شِئْتُ أَخَذْتَ مِنْكَ دَرَاهِمِي الَّتِي بِعْتُك بِهَا إذَا لَمْ أُسَمِّ لَك@

الصفحة 17