كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 4)

أَجَلاً , وَالطَّعَامُ إلَى مُدَّتِهِ , قَالَ : لاَ يَجُوزُ ذَلِكَ , قُلْتُ وَلِمَ وَعَلَيْكَ فِيهِ لِمَنْ طَالَبَكَ أَمْرَانِ , أَحَدُهُمَا أَنَّك تُجِيزُ تَبَايُعَ الْمُتَبَايِعَيْنِ الْعَرَضَ بِالنَّقْدِ وَلاَ يُسَمِّيَانِ أَجَلاً وَيَفْتَرِقَانِ قَبْلَ التَّقَابُضِ وَلاَ تَرَى بَأْسًا وَلاَ تَرَى هَذَا دَيْنًا بِدَيْنٍ , فَإِذَا كَانَ هَذَا هَكَذَا عِنْدَك احْتَمَلَ اللَّفْظُ أَنْ يُسَلِّفَ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ بِشَرْطِ سِلْعَةٍ وَإِنْ لَمْ يَدْفَعْهَا , فَيَكُونُ حَالًّا غَيْرَ دَيْنٍ بِدَيْنٍ وَلَكِنَّهُ عَيْنٌ بِدَيْنٍ قَالَ : بَلْ هُوَ دَيْنٌ بِدَيْنٍ قُلْتُ , فَإِنْ قَالَ لَك قَائِلٌ فَلَوْ كَانَ كَمَا وَصَفْتَ أَنَّهُمَا إذَا تَبَايَعَا فِي السَّلَفِ فَتَفَرَّقَا قَبْلَ التَّقَابُضِ انْتَقَضَ الْبَيْعُ بِالتَّفَرُّقِ , وَلَزِمَك أَنَّك قَدْ فَسَخْت الْعُقْدَةَ الْمُتَقَدِّمَةَ الصَّحِيحَةَ بِتَفَرُّقِهِمَا بِأَبْدَانِهِمَا . وَالتَّفَرُّقُ عِنْدَك فِي الْبُيُوعِ لَيْسَ لَهُ مَعْنَى إنَّمَا الْمَعْنَى فِي الْكَلاَمِ , أَوْ لَزِمَك أَنْ تَقُولَ فِي الْبَيِّعَيْنِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا : إنَّ لِتُفَرِّقْهُمَا بِأَبْدَانِهِمَا مَعْنًى يُوجِبُهُ كَمَا كَانَ لِتَفَرُّقِ هَذَيْنِ بِأَبْدَانِهِمَا مَعْنًى يَنْقُضُهُ وَلاَ تَقُولُ هَذَا .
قَالَ الشَّافِعِيُّ : فَقَالَ , فَإِنَّا رَوَيْنَا عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ , الْبَيْعُ عَنْ صَفْقَةٍ أَوْ خِيَارٍ ,@

الصفحة 18