كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 4)

وَمِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - { فِيمَا سُقِيَ بِالسَّمَاءِ الْعُشْرُ وَفِيمَا سُقِيَ بِالدَّالِيَةِ نِصْفُ الْعُشْرِ } قَالَ أَجَلْ . قُلْنَا وَحَدِيثُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ { أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ } لاَ يُرْوَى عَنْ غَيْرِهِ عَلِمْته إلَّا مِنْ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . وَلَيْسَ بِالْمَشْهُورِ الْمَعْرُوفِ الرِّجَالِ فَقَبِلْنَاهُ نَحْنُ وَأَنْتَ وَخَالَفَنَا الْمَكِّيُّونَ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ { قُلْ لاَ أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إلَى مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ? الآيَةَ. , وَقَوْلُهُ { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إلَّا مَا اُضْطُرِرْتُمْ إلَيْهِ } وَبِقَوْلِ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فَزَعَمْنَا أَنَّ الرِّوَايَةَ الْوَاحِدَةَ تَثْبُتُ بِهَا الْحُجَّةُ , وَلاَ حُجَّةَ فِي تَأْوِيلٍ , وَلاَ حَدِيثٍ عَنْ غَيْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - . قَالَ : أَمَّا مَا وَصَفْتَ فَكَمَا وَصَفْتُ . قُلْت : فَإِذَا جَاءَ مِثْلُ هَذَا فَلِمَ لَمْ تَجْعَلْهُ حُجَّةً ؟ قَالَ مَا كَانَتْ حُجَّتُنَا فِي أَنْ لاَ نَقُولَ قَوْلَكُمْ فِي التَّفْلِيسِ إلَّا هَذَا قُلْنَا , وَلاَ حُجَّةَ لَك فِيهِ ;@

الصفحة 446