كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 5)
قَالَ : فَهُمْ يَرْوُونَ أَنَّ حَاطِبًا أَعْتَقَ سَائِبَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . قُلْنَا وَنَحْنُ : لاَ نَمْنَعُ أَحَدًا أَنْ يُعْتِقَ سَائِبَةً . فَهَلْ رَوَيْت أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : وَلاَءُ السَّائِبَةِ إلَيْهِ يُوَالِي مَنْ شَاءَ ؟ قَالَ : لاَ , قُلْت : فَدَاخِلٌ هُوَ فِي مَعْنَى الْمُعْتَقِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قُلْت : أَفَيَجُوزُ أَنْ يَخْرُجَ , وَهُوَ مُعْتَقٌ مِنْ أَنْ يَثْبُتَ لَهُ وَعَلَيْهِ الْوَلاَءُ . قَالَ : فَإِنَّهُمْ يَرْوُونَ أَنَّ رَجُلاً قَتَلَ سَائِبَةً فَقَضَى عُمَرُ بِعَقْلِهِ عَلَى الْقَاتِلِ فَقَالَ : أَبُو الْقَاتِلِ أَرَأَيْت لَوْ قَتَلَ ابْنِي ؟ قَالَ : إذًا لاَ يَغْرَمُ , قَالَ : فَهُوَ إذًا مِثْلُ الْأَرْقَمِ , قَالَ : عُمَرُ فَهُوَ مِثْلُ الْأَرْقَمِ , فَاسْتَدَلُّوا بِأُمِّهِ لَوْ كَانَتْ لَهُ عَاقِلَةٌ بِالْوَلاَءِ قَضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى عَاقِلَتِهِ ؟ قُلْت فَأَنْتَ إنْ كَانَ هَذَا ثَابِتًا عَنْ عُمَرَ مَحْجُوجٌ بِهِ , قَالَ : وَأَيْنَ ؟ قُلْت : تَزْعُمُ أَنَّ وَلاَءَ السَّائِبَةِ لِمَنْ أَعْتَقَهُ , قَالَ : فَأَعْفِنِي مِنْ ذَا فَإِنَّمَا أَقُومُ لَهُمْ بِقَوْلِهِمْ . قُلْت : فَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ مَنْ لاَ وَلاَءَ لَهُ مِنْ لَقِيطٍ وَمُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ إذَا قَتَلَ إنْسَانًا @
الصفحة 166