كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 5)

مِنْهُ ؟ قُلْت هَذَا مِنْ شُبَهِكَ , قَالَ : فَأَوْجِدْنِي الْحُجَّةَ فِيمَا قُلْت : ؟ قُلْت : أَرَأَيْت الِابْنَ إذَا كَانَ مُسْلِمًا فَمَاتَ وَأَبُوهُ كَافِرٌ ؟ قَالَ : لاَ يَرِثُهُ قُلْت : فَإِنْ كَانَ لَهُ إخْوَةٌ , أَوْ أَعْمَامٌ , أَوْ بَنُو عَمٍّ مُسْلِمُونَ ؟ قَالَ : يَرِثُونَهُ , قُلْت وَبِسَبَبِ مَنْ وَرِثُوهُ ؟ قُلْت : بِقَرَابَتِهِمْ مِنْ الْأَبِ , قُلْت : فَقَدْ مَنَعْت الْأَبَ مِنْ الْمِيرَاثِ وَأَعْطَيْتهمْ بِسَبَبِهِ , قَالَ إنَّمَا مَنَعْته بِالدِّينِ فَجَعَلَتْهُ إذَا خَالَفَ دِينَهُ كَأَنَّهُ مَيِّتٌ وَوَرَثَتُهُ أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ مِمَّنْ هُوَ عَلَى دِينِهِ قُلْت : فَمَا مَنَعْنَا مِنْ هَذِهِ الْحُجَّةِ فِي النَّصْرَانِيِّ ؟ قَالَ : هِيَ لَك وَنَحْنُ نَقُولُ بِهَا مَعَك , وَلَكِنَّا احْتَجَجْنَا لِمَنْ خَالَفَك مِنْ أَصْحَابِك , قُلْت : أَوْ رَأَيْت فِيمَا احْتَجَجْت بِهِ حُجَّةً ؟ قَالَ لاَ وَقَالَ : أَرَأَيْت إذَا مَاتَ رَجُلٌ , وَلاَ وَلاَءَ لَهُ ؟ قُلْت : فَمِيرَاثُهُ لِلْمُسْلِمِينَ , قَالَ : بِأَنَّهُمْ مَوَالِيهِ ؟ قُلْت : لاَ , وَلاَ يَكُونُ الْمَوْلَى إلَّا مُعْتِقًا , وَهَذَا غَيْرُ مُعَتِّقٍ , قَالَ : فَإِذَا لَمْ تُوَرِّثْهُمْ بِأَنَّهُمْ مَوَالٍ وَلَيْسُوا بِذَوِي نَسَبٍ فَكَيْفَ أَعْطَيْتهمْ مَالَهُ ؟ قُلْت : لَمْ أُعْطِهِمُوهُ مِيرَاثًا , وَلَوْ أَعْطَيْتهُمُوهُ مِيرَاثًا وَجَبَ عَلَيَّ أَنْ أُعْطِيَهُ مَنْ عَلَى الْأَرْضِ حِينَ يَمُوتُ كَمَا أَجْعَلُهُ لَوْ كَانُوا مَعًا أَعْتَقُوهُ , وَأَنَا وَأَنْتَ إنَّمَا نُصَيِّرُهُ لِلْمُسْلِمِينَ يُوضَعُ مِنْهُمْ فِي خَاصَّةٍ وَالْمَالُ الْمَوْرُوثُ لاَ يُوضَعُ فِي خَاصَّةٍ فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْك لَوْ زَعَمْت بِأَنَّهُ وَرِثَ بِالْوَلاَءِ هَذَا وَأَنْ تَقُولَ اُنْظُرْ الْيَوْمَ الَّذِي أَسْلَمَ فِيهِ فَأَثْبَتَ , وَلاَءَهُ لِجَمَاعَةِ مَنْ كَانَ حَيًّا مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فَيَرِثُهُ وَرَثَةُ أُولَئِكَ الْأَحْيَاءِ دُونَ غَيْرِهِمْ وَيَدْخُلُ عَلَيْك فِي النَّصْرَانِيِّ يَمُوتُ , وَلاَ وَارِثَ لَهُ فَتَجْعَلُ مَالَهُ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ , وَقَدْ قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - { لاَ يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ } قَالَ : فَبِأَيِّ شَيْءٍ تُعْطِي الْمُسْلِمِينَ مِيرَاثَ مَنْ لاَ نَسَبَ لَهُ , وَلاَ وَلاَءَ لَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَمِيرَاثُ النَّصْرَانِيِّ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسَبٌ , وَلاَ وَلاَءٌ ؟ قُلْت : بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلَى أَهْلِ دِينِهِ@

الصفحة 171