كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 5)
يُرَى , قِيلَ : وَمَا يَخْتَلِفُ دَفْعُ الْأَعْيَانِ فِيهِ فَتَكُونُ عَيْنًا أَشْتَرِيهَا بِعَيْنِهَا عِنْدَك وَنِصْفٌ لِي فَإِذَا رَأَيْتهَا كُنْت بِالْخِيَارِ , وَقَدْ كَانَتْ عِنْدَ تَبَايُعِنَا عَيْنًا مَضْمُونَةً كَالسَّلَمِ مَضْمُونًا وَيَكُونُ السَّلَمُ بِالصِّفَةِ بِغَيْرِ عَيْنِهِ وَيَجِبُ ثَمَنُهُ , وَإِنَّمَا هُوَ صِفَةٌ لاَ عَيْنٌ , فَإِذَا أَرَادَ الْمُسَلِّمُ نَقْضَ الْبَيْعِ , أَوْ الْمُسَلَّمُ إلَيْهِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا , وَإِنْ جَاءَ بِهِ الْمُسَلَّمُ إلَيْهِ فَقَالَ الْمُسَلِّمُ : لاَ أَرْضَى , قُلْت لَهُ : لَيْسَ ذَلِكَ لَك إذَا جَاءَ عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي شُرِطَتْ لَمْ يَكُنْ لَك خِيَارٌ قَالَ بَلَى قَدْ يَفْعَلُ هَذَا كُلَّهُ , وَلَكِنَّ الْإِجَارَاتِ مَغِيبَةٌ قُلْنَا مَغِيبَةٌ مَعْقُولَةٌ كَالسَّلَمِ مَغِيبٌ مَوْصُوفٌ , قَالَ : هُوَ وَإِنْ كَانَ مَوْصُوفًا بِغَيْرِ عَيْنِهِ يَصِيرُ إلَى أَنْ يَكُونَ عَيْنًا , قُلْت : يَكُونُ عَيْنًا , وَهُوَ لَمْ يُرَ فَلاَ يَكُونُ فِيهَا خِيَارٌ كَمَا يَكُونُ فِي الْأَعْيَانِ الَّتِي لَمْ تُرَ , قَالَ : فَهِيَ عَلَى الصِّفَةِ , قُلْنَا : وَلِمَ لاَ تَجْعَلُ مَا اُشْتُرِيَ , وَلَمْ يُرَ مِنْ غَيْرِ السَّلَمِ , وَقَدْ وُصِفَ كَمَا وُصِفَ السَّلَمُ إذَا جَاءَ عَلَى الصِّفَةِ يَلْزَمُ كَمَا يَلْزَمُ السَّلَمُ ؟ قَالَ : الْبُيُوعُ قَدْ تَخْتَلِفُ , قُلْنَا : فَنَرَاك تُجِيزُهَا مَعَ اخْتِلاَفِهَا لِنَفْسِك وَتُرِيدُ أَنْ لاَ تُجِيزَهَا مَعَ اخْتِلاَفِهَا لَنَا قَالَ : إنِّي وَإِنْ أَجَزْتهَا فَهِيَ صَائِرَةٌ عَيْنًا , قُلْنَا : الصِّفَةُ فِي السَّلَمِ قَبْلَ يَكُونُ الشِّرَاءُ مَغِيبَةٌ مَوْصُوفٌ بِهَا شَيْءٌ لَمْ يُخْلَقْ بَعْدُ مِنْ ثِيَابٍ وَطَعَامٍ قَالَ : وَلَكِنَّهَا تَقَعُ عَلَى عَيْنٍ فَتُعْرَفُ قُلْنَا فَالْإِجَارَةُ فِي عَيْنِ قَائِمٍ تَكُونُ فِي ذَلِكَ الْعَيْنِ قَائِمَةٌ تُعْرَفُ فَإِنْ زَعَمْت أَنَّ الْإِجَارَةَ إنَّمَا هِيَ مَنْفَعَةٌ وَالْمَنْفَعَةُ مَغِيبَةٌ , وَقَدْ تَخْتَلِفُ فَلِمَ أَجَزْتهَا , وَلَمْ تَقُلْ فِيهَا قَوْلَ مَنْ رَدَّهَا وَعِبْت مَنْ رَدَّهَا وَنَسَبْته إلَى الْجَهَالَةِ ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ تَرَكَ@
الصفحة 50