كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 7)
إحْدَاهُمَا , وَأَحْقَقْت الْأُخْرَى فَأَنْتَ لاَ تَدْرِي لَعَلَّ الَّتِي أَبْطَلْت هِيَ الصَّادِقَةُ , وَاَلَّتِي أَحْقَقْت هِيَ الْكَاذِبَةُ فَقُلْ مَا أَحْبَبْتَ ( قَالَ ) فَإِنْ قُلْتَ هَذَا لَزِمَنِي مَا قُلْت , وَلَكِنِّي أَسْأَلُكَ . قُلْت بَعْدَ قَطْعِك الْجَوَابَ قَالَ أَسْأَلُك قُلْت : فَسَلْ قَالَ أَفَيُخَالِفُ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَيْتُمُوهُ فِي النِّتَاجِ الْحَدِيثَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِهِ : ? الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي , وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ ؟ ? قُلْنَا : لاَ قَالَ فَمَنْ الْمُدَّعِي , وَمَنْ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ ؟ قُلْت : الْمُدَّعَى عَلَيْهِ كُلُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئًا لَهُ كَانَ بِيَدَيْهِ أَوْ بِيَدَيْ غَيْرِهِ لِأَنَّ الدَّعْوَى مَعْقُولَةٌ فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ أَنَّهَا قَوْلُ الرَّجُلِ هَذَا لِي , وَالْمُدَّعَى عَلَيْهِ كُلُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قِبَلَهُ حَقًّا فِي يَدَيْهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ قَوْلِهِ لاَ مَا ذَهَبْتَ إلَيْهِ . ( قَالَ ) فَمَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْتَ ؟ قُلْنَا مَا لاَ أَحْسَبُ أَحَدًا يَجْهَلُهُ مِنْ اللِّسَانِ ( قَالَ ) فَمَا قَوْلُهُ : ? الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي ? قُلْنَا السُّنَّةُ فِي النِّتَاجِ , وَإِجْمَاعُ النَّاسِ أَنَّ مَا ادَّعَى مِمَّا فِي يَدَيْهِ لَهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ بِخِلاَفِهِ يَدُلَّانِ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : ? الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي ? يَعْنِي الَّذِي لاَ سَبَبَ لَهُ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ إلَّا دَعْوَاهُ , وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ لاَ سَبَبَ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ إلَّا قَوْلُهُ . ( قَالَ ) فَأَيْنَ هَذَا ؟ قُلْنَا مَنْ قَالَ لِرَجُلٍ لِي فِي يَدَيْكَ مَالٌ مَا كَانَ أَوْ عَلَيْكَ حَقٌّ قُلْته أَوْ فَعَلْته فَقَالَ مَالِكٌ قَبْلِي , وَلاَ عَلَيَّ حَقٌّ أَلَيْسَ الْقَوْلُ قَوْلَهُ مَعَ يَمِينِهِ ؟ قَالَ : بَلَى قُلْنَا فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ الْمُدَّعِيَ لِلْبَرَاءَةِ مِمَّا اُدُّعِيَ عَلَيْهِ , وَالْمَالُ فِي يَدَيْهِ هُوَ الَّذِي لاَ يُكَلَّفُ بَيِّنَةً , وَإِنْ كَانَ مُدَّعِيًا أَوْ يُكَلَّفُ الَّذِي لاَ سَبَبَ لَهُ بِدَعْوَاهُ الْبَيِّنَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ هَذَا حِينَ ادَّعَى الْبَرَاءَةَ مِمَّا اُدُّعِيَ عَلَيْهِ , وَادَّعَى الشَّيْءَ الَّذِي فِي يَدَيْهِ , وَلَهُ سَبَبٌ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ يُكَلَّفُ بَيِّنَةً أَمَا كَانَ الْحَقُّ لاَزِمًا لَهُ إلَّا بِبَيِّنَةٍ يُقِيمُهَا ؟ قَالَ فَإِنْ قُلْتَ هُوَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ أَلَيْسَ هُوَ الْمُدَّعِي ؟ قُلْنَا فَإِذَا كَانَ مُدَّعًى عَلَيْهِ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ بَيِّنَةٌ ؟ قَالَ@
الصفحة 583