كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 7)

أَقْضِ بِهِ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ ( قَالَ ) فَهَذَا خَطَأٌ كُلُّهُ , وَقَدْ تَرَكْته . قُلْنَا فَقُلْ مَا شِئْت : قَالَ فَازْعُمْ أَنَّ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ سَوَاءٌ فَأَقْضِي لَهُمْ بِهِ سَوَاءٌ قُلْنَا كَمَا يُقْضَى بِالْمَالِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قُلْنَا فَمَا تَقُولُ إنْ مَاتَ الْمَوْلُودُ لِمِائَةِ قِيَام ؟ قَالَ يَرِثُهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سَهْمًا مِنْ مِائَةِ سَهْمٍ مِنْ مِيرَاثِ أَبٍ لِأَنَّ كَذَلِكَ أُبُوَّتَهُمْ فِيهِ . قُلْنَا فَمَا تَقُولُ إنْ مَاتَ وَاحِدٌ مِنْ الْآبَاءِ ؟ قَالَ فَيَرِثُهُ مِيرَاثَ ابْنٍ كَامِلٍ قُلْت , وَكَيْفَ يَكْمُلُ لَهُ مِيرَاثُ ابْنٍ , وَإِنَّمَا لَهُ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ مِنْ أُبُوَّتِهِ فَتُوَرِّثُهُ بِغَيْرِ الَّذِي يُوَرَّثُ مِنْهُ , وَإِنَّمَا وَرَّثَ الْمُسْلِمُونَ الْأَبْنَاءَ مِنْ الْآبَاءِ كَمَا وَرَّثُوا الْآبَاءَ . وَكَيْفَ زَعَمْت أَنَّهُ إذَا مَاتَ كَانَ ابْنُ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ أَبًا ثُمَّ لَمْ تَرِثْهُ بَنَاتُ الْمَيِّتِ , وَلَمْ يَكُنْ لَهُنَّ أَخًا , وَلَمْ يَرِثْهُ بَنُو الْمَيِّتِ بِأَنَّهُمْ أَخَوَاتُهُ فَكَيْفَ جَعَلْته أَبًا إلَى مُدَّةٍ , وَمُنْقَطِعَ الْأُبُوَّةِ بَعْدَ مُدَّةٍ ؟ هَلْ رَأَيْت هَكَذَا مَخْلُوقًا قَطُّ ؟ قَالَ اتَّبَعْت فِيهِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ هُوَ لِلْبَاقِي مِنْكُمَا . قُلْنَا لَيْسَ هُوَ عَنْ عُمَرَ بِثَابِتٍ كَمَا وَصَفْت . وَلَوْ كَانَ ثَابِتًا كَانَ أَوْلَى الْقَوْلَيْنِ عِنْدَك إذَا اُخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ عُمَرَ أَوْلاَهُمَا بِالْقِيَاسِ وَالْمَعْقُولِ . وَالْقِيَاسُ وَالْمَعْقُولُ عِنْدَنَا , وَعِنْدَك عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ ابْنَ اثْنَيْنِ , وَلاَ يَرِثُ اثْنَيْنِ بِالْأُبُوَّةِ وَعُمَرُ , وَلَوْ قَالَ مَا قُلْت هُوَ لِلْبَاقِي مِنْكُمَا فَقَطَعَ أُبُوَّةَ الْمَيِّتِ لَمْ يُوَرِّثْ الِابْنَ مِنْهُ لِأَنَّ الْمِيرَاثَ إنَّمَا يَجِبُ بِالْمَوْتِ . فَلَمَّا كَانَ الْمَوْتُ يَقْطَعُ أُبُوَّةَ الْمَيِّتِ كَانَتْ الْأُبُوَّةُ مُنْقَطِعَةً , وَلاَ مِيرَاثَ , وَلَوْ وَرِثَهُ لَمْ يُوَرِّثْهُ إلَّا كَمَا كَانَ مَوْرُوثًا الْأَبُ مِنْ الِابْنِ . جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءَ لاَ كَامِلاً , وَقُلْت لَهُ , وَهَكَذَا كُلَّمَا مَاتَ مِنْ الْمِائَةِ وَاحِدٌ حَتَّى يَبْقَى أَبٌ وَاحِدٌ قَالَ نَعَمْ أَفَرَأَيْت@

الصفحة 609