كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 9)

وَكَذَلِكَ لاَ خَيْرَ فِي أَنْ يَقُولَ : أُكَاتِبُك عَلَى أَنْ لاَ تَمْضِيَ عَشْرُ سِنِينَ حَتَّى تُؤَدِّيَ إلَيَّ مِائَةَ دِينَارٍ . وَكَذَلِكَ لَوْ قَالَ : تُؤَدِّيَ إلَيَّ فِي عَشْرِ سِنِينَ مِائَةَ دِينَارٍ كَيْفَ يَخْفَ عَلَيْك , غَيْرَ أَنَّ الْعَشْرَ السِّنِينَ لاَ تَنْقَضِي حَتَّى تُؤَدِّيَهَا , وَذَلِكَ أَنَّهُمَا لاَ يَدْرِيَانِ حِينَئِذٍ كَمْ يُؤَدِّي فِي كُلِّ وَقْتٍ , وَكَذَلِكَ لاَ خَيْرَ فِي أَنْ يَقُولَ : أُكَاتِبُك عَلَى مِائَةِ دِينَارٍ , أَوْ عَلَى أَلْفِ دِرْهَمٍ , وَإِنْ سَمَّى لَهَا آجَالاً مَعْلُومَةً ; لِأَنَّهُ لاَ يَدْرِي حِينَئِذٍ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ الْكِتَابَةُ , وَكَذَلِكَ لَوْ قَالَ : أُكَاتِبُك عَلَى مِائَةِ دِينَارٍ تُؤَدِّيهَا إلَيَّ كُلُّ سَنَةٍ عَشْرَةُ دَنَانِيرَ عَلَى أَنَّكَ تَدْفَعُ إلَيَّ عِنْدَ رَأْسِ كُلِّ سَنَةِ بِالْعَشَرَةِ الدَّنَانِيرَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ , أَوْ عَرَضَ كَذَا لَمْ يَجُزْ مِنْ قِبَلِ أَنَّ الْمُكَاتَبَةَ وَقَعَتْ بِعَشْرِ دَنَانِيرَ فِي كُلِّ سَنَةٍ , وَأَنَّهُ ابْتَاعَ بِالْعَشَرَةِ دَرَاهِمَ , وَالْعَشَرَةُ دَيْنٌ فَابْتَاعَ دَرَاهِمَ دَيْنًا بِدَنَانِيرَ دَيْنٍ , وَهَذَا حَرَامٌ مِنْ جِهَاتِهِ كُلِّهَا , وَكَذَلِكَ إنْ قَالَ : ابْتَعْت مِنْك إذَا حَلَّتْ عَرَضًا ; لِأَنَّ هَذَا دَيْنٌ بِدَيْنٍ وَالدَّيْنُ بِالدَّيْنِ لاَ يَصْلُحُ وَزِيَادَةُ فَسَادٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ , وَيَجُوزُ أَنْ يُكَاتِبَهُ بِعَرَضٍ وَحْدَهُ وَنَقْدٍ , وَإِذَا كَاتَبَهُ بِعَرَضٍ لَمْ يَجُرْ إلَّا أَنْ يَكُونَ الْعَرَضُ مَوْصُوفًا وَالْأَجَلُ مَعْلُومًا كَمَا لاَ يَجُوزُ أَنْ يَشْتَرِيَ إلَى أَجَلٍ إلَّا إلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ وَصِفَةٍ مَعْلُومَةٍ يُقَام عَلَيْهِمَا , وَإِذَا كَانَ الْعَرَضُ فِي الْكِتَابَةِ لَمْ يَجُزْ إلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا يَكُونُ فِي أَنْ يُسْلِفَ فِي الْعَرَضِ سَوَاءٌ لاَ يَخْتَلِفَانِ فَإِنْ كَانَ الْعَرَضُ ثِيَابًا قَالَ : ثَوْبٌ مَرْوِيٌّ طُولُهُ كَذَا وَكَذَا وَعَرْضُهُ كَذَا وَصَفِيقٌ , أَوْ رَقِيقٌ جَيِّدٌ يُوَفِّيه إيَّاهُ فِي مَوْضِعِ كَذَا , فَإِنْ تَرَكَ مِنْ هَذَا شَيْئًا لَمْ تَجُزْ الْكِتَابَةُ عَلَيْهِ كَمَا لاَ يَجُوزُ أَنْ يُسْلِفَ فِيهِ إلَّا هَكَذَا . وَهَكَذَا إنْ كَانَ الْعَرَضُ طَعَامًا أَوْ حَيَوَانًا , أَوْ رَقِيقًا , أَوْ مَا كَانَ الْعَرْضُ فَإِنْ كَانَ مِنْ الرَّقِيقِ قَالَ : عَبْدٌ أَسْوَدُ فَرَّانِي مِنْ جِنْسِ كَذَا أَسْوَدَ حَالِكِ السَّوَادِ أَمْرَدَ مَرْبُوعٍ , أَوْ طِوَالٍ , أَوْ قَصِيرٍ بَرِيءٍ مِنْ الْعُيُوب , وَإِذَا كَانَ مِنْ الْإِبِلِ قَالَ : جَمَلٌ ثَنِيٍّ , أَوْ رُبَاعَ مِنْ نَعَمِ بَنَى فُلاَنٍ أَحْمَرَ , أَوْ جَوْنٍ غَيْرِ مُودِنٍ بَرِيءٍ مِنْ الْعُيُوبِ وَيُوفِيه إيَّاهُ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَقْتَ كَذَا , فَإِنْ تَرَكَ مِنْ هَذَا شَيْئًا لَمْ تَجُزْ الْكِتَابَةُ إلَّا أَنْ يَتْرُكَ قَوْلَهُ بَرِئَ مِنْ الْعُيُوبِ , فَإِنَّمَا لَهُ بَرِئَ مِنْ الْعُيُوبِ@

الصفحة 368