كتاب الأم للشافعي - ط الوفاء (اسم الجزء: 9)

, فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : ? : فَكَاتِبُوهُمْ إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ? قِيلَ : هَذَا مِمَّا أَحْكَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جُمْلَتَهُ إبَاحَةَ الْكِتَابَةِ بِالتَّنْزِيلِ فِيهِ وَأَبَانَ فِي كِتَابِهِ أَنَّ عِتْقَ الْعَبْدِ إنَّمَا يَكُونُ بِإِعْتَاقِ سَيِّدِهِ إيَّاهُ فَقَالَ : ? : فَكَفَّارَتُهُ إطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ , أَوْ كِسْوَتُهُمْ , أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ? فَكَانَ بَيِّنًا فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ تَحْرِيرَهَا إعْتَاقُهَا , وَأَنَّ عِتْقَهَا إنَّمَا هُوَ بِأَنْ يَقُولَ لِلْمَمْلُوكِ : أَنْتَ حُرٌّ كَمَا كَانَ بَيِّنًا فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ? إذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ , ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ ? أَنَّ الطَّلاَقَ إنَّمَا هُوَ بِإِيقَاعِهِ بِكَلاَمِ الطَّلاَقِ الْمُصَرِّحِ لاَ التَّعْرِيضِ وَلاَ مَا يُشْبِهُ الطَّلاَقَ هَكَذَا عَامَّةً مِنْ جُمَلِ الْفَرَائِضِ أُحْكِمَتْ جُمَلُهَا فِي آيَةٍ وَأُبِينَتْ أَحْكَامُهَا فِي كِتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ , أَوْ إجْمَاعٍ , فَإِذَا كَاتَبَ الرَّجُلُ عَبْدَهُ وَلَمْ يَقُلْ : إنْ أَدَّيْتَ إلَيَّ فَأَنْتَ حُرٌّ وَأَدَّى فَلاَ يَعْتِقُ , وَذَلِكَ خَرَاجٌ أَدَّاهُ إلَيْهِ , وَكُلُّ هَذَا إذَا مَاتَ السَّيِّدُ , أَوْ خَرِسَ وَلَمْ يُحْدِثْ بَعْدَ الْكِتَابَةِ وَلاَ مَعَهَا قَوْلاً , إنَّ قَوْلِي قَدْ كَاتَبْتُكَ إنَّمَا كَانَ مَعْقُودًا عَلَى أَنَّك إذَا أَدَّيْتَ فَأَنْتَ حُرٌّ , فَإِذَا قَالَ : هَذَا فَأَدَّى فَهُوَ حُرٌّ ; لِأَنَّهُ كَلاَمٌ يُشْبِهُ الْعِتْقَ كَمَا لَوْ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ , أَوْ اعْتِقْ نَفْسَك يَعْنِي بِهِ الْحُرِّيَّةِ عَتَقَ , وَكَمَا لَوْ قَالَ لِامْرَأَتِهِ : اذْهَبِي أَوْ تَقَنَّعِي يُعْنَى بِهِ الطَّلاَقَ وَقَعَ الطَّلاَقُ , وَلاَ يَقَعُ فِي التَّعْرِيضِ طَلاَقٌ وَلاَ عَتَاقٌ إلَّا بِأَنْ يَقُولَ : قَدْ عَقَدْت الْقَوْلَ عَلَى نِيَّةِ الطَّلاَقِ وَالْعَتَاقِ . .
حَمَالَةُ الْعَبِيدِ ( أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ) : قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ رحمه الله تعالى : قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : قُلْت لِعَطَاءٍ : كَتَبْتُ عَلَى رَجُلَيْنِ فِي بَيْعِ إنَّ حَيَّكُمَا مِنْ مَيِّتِكُمَا وَمَلِيَّكُمَا عَنْ مُعْدِمِكُمَا قَالَ : يَجُوزُ , وَقَالَهَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى وَقَالَ زَعَامَةٌ : يَعْنِي حَمَالَةً , ( أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ) : قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ رحمه الله تعالى قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : فَقُلْت لِعَطَاءٍ : كَاتَبْت عَبْدَيْنِ لِي وَكَتَبْت ذَلِكَ عَلَيْهِمَا قَالَ : لاَ يَجُوزُ@

الصفحة 375