كتاب التبيان في أيمان القرآن - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وقال الليث (¬١) : ""الأَسْر": قوَّةُ المفاصِل والأوصال، وشدَّ اللهُ أَسْر فلان، أي: قوَّى (¬٢) خلْقَه، وكلُّ شَيئَيْن جُمِعَ طَرَفَاهُما فشُدَّ أحدُهُما بالآخَر فقد أَسِرَ" (¬٣) .
وقال الحسن: "شدَدْنا أوصالهم بعضَها إلى بعضٍ بالعُرُوقِ والعَصَبِ" (¬٤) .
وقال مجاهد: "هو الشَّرْجُ (¬٥) ؛ يعني: موضع [مَصَرَّتَي] (¬٦) البول
---------------
= لأنه كان يُشَدُّ بالقِدِّ. ثم قالت العرب لكل محكَم: شديدُ الأسْر، قال الله تبارك وتعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} [الإنسان: ٢٨] ".
"الكامل" (٢/ ٩٦٤ - ٩٦٥).
(¬١) هو الليث بن المظفَّر الخراساني، اللغوي النحوي، صاحب الخليل بن أحمد الفراهيدي، أملى عليه كتاب "العين"، وسدَّد الليث أماكن فيه، وقيل: بل لم يتمه الخليل وأكمله الليث فظهر الخلل لذلك، وكان رجلًا صالحًا، ولم تؤرخ وفاته.
انظر: "إنباه الرواة" (٣/ ٤٢)، و"البلغة" للفيروزابادي (١٩٤).
(¬٢) في (ك) و (ح) و (م): قوة.
(¬٣) انظر: كتاب "العين" (٧/ ٢٩٣ - ٢٩٤).
(¬٤) وهو قول: أبي هريرة رضي الله عنه، وقتادة، والربيع.
انظر: "جامع البيان" (١٢/ ٣٧٥)، و"المحرر الوجيز" (١٥/ ٢٥٣)، و"الجامع" (١٩/ ١٤٩).
(¬٥) بسكون الراء وفتحها, لغتان صحيحتان، وهو من أسماء: الفَرْج، وبعضهم يخصُه بالدُّبُر على تفصيل في ضبطه، وقيل غير ذلك.
انظر: "لسان العرب" (٧/ ٧١).
(¬٦) سقط من جميع النسخ، واستدركته من المصادر.

الصفحة 56