كتاب التبيان في أيمان القرآن - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٧) } [الحجرات: ١٧]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (١١٤) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥) } [الصافات: ١١٤, ١١٥]، فكيف (¬١) تكون مِنَّتُهُ عليهما بنعمة الدنيا دون نعمة الآخرة؟
وقال - تعالى - لموسى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (٣٧) } [طه: ٣٧].
وقال أهلُ الجنَّة: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧) } [الطور: ٢٧].
وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: ١٦٤] الآية.
وقال تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ} [القصص: ٥].
وفي "الصحيح" أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال - لمَّا قال للأنصار -: "أَلَمْ أجِدْكُم ضُلَّالًا فَهَدَاكُم اللهُ بي؟ ألَم أَجِدْكُم عَالَةً فأَغْنَاكُم اللهُ بي؟ "؛ وجعلوا يقولون له (¬٢) : "الله ورسوله أَمَنُّ" (¬٣) .
فهذا جواب العارفين بالله ورسوله، وهل المِنَّةُ - كلُّ المِنَّةِ (¬٤) - إلا لله المَانِّ (¬٥) بفضله الذي جميع الخلق في مِنَّتِهِ؟
---------------
(¬١) ساقط من (ح) و (م).
(¬٢) ساقط من (ن) و (م).
(¬٣) "صحيح البخاري" رقم (٤٠٧٥)، و"صحيح مسلم" رقم (١٠٦١).
(¬٤) "كل المنة" ساقط من (ز).
(¬٥) في (ز): المنَّان.

الصفحة 78