كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

صماخيها (¬١).
قال أبو الوفاء ابن عقيل: فانظر إلى حسن رأي هذا السيد الذي قد نزل به من (¬٢) المصيبة العاجلة ما يذهل (¬٣) الخلق، وفطنته إلى هذا الحد، وإلى ذلك اللعين كيف لم يشغله حاله عن استزادة (¬٤) الجناية (¬٥).
ومن ذلك: فراسة أخيه الحسين - رضي الله عنهما -: أن رجلًا ادعى عليه مالًا. فقال الحسين: ليحلف على ما ادعاه ويأخذه، فتهيأ الرجل لليمين، وقال: والله الذي لا إله إلا هو. فقال الحسين: قل: والله، والله، والله إن هذا الذي تدعيه عندي، وفي (¬٦) قِبَلي. ففعل الرجل ذلك، وقام فاختلفت رجلاه وسقط ميتًا. فقيل للحسين: لم فعلت ذلك؟ أي عدلت عن قوله: والله الذي لا إله إلا هو إلى قوله: والله والله والله. فقال: كرهت أن يثني على الله، فيحلم عنه (¬٧).
ومن ذلك: فراسة العباس - رضي الله عنه - ما ذكره مجاهد قال: "بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه إذ وجد ريحًا. فقال: "ليقم صاحب هذه الريح فليتوضأ". فاستحيا الرجل، ثم
---------------
(¬١) في "أ": "صماخه"، وفي "ب" و"هـ": "صماخيه". وانظر: الأذكياء (٢٥).
(¬٢) "من" ساقطة من "أ".
(¬٣) في "ب": "ما ذهل".
(¬٤) في "جـ": "استرداده".
(¬٥) قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "قرأت بخط أبي الوفاء ابن عقيل - فذكر القصة وقول ابن عقيل -". الأذكياء (٢٥).
(¬٦) "عندي وفي" ساقط من "جـ".
(¬٧) الأذكياء (٢٥).

الصفحة 101