كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

تجارة فكسب مالًا، فدفعه إلى امرأته، ثم طلبه (¬١) فذكرت أنه سرق من البيت ولم ير نقبًا ولا أمارة، فقال المنصور: منذ كم تزوجتها؟ قال: منذ سنة، قال: بكرًا أو ثيبًا؟ قال: ثيبًا، قال: فلها ولد من غيرك؟ قال: لا (¬٢)، فدعا له المنصور بقارورة طيب كان (¬٣) يتخذ له حادّ الرائحة، غريب النوع، فدفعها إليه، وقال له: تطيب من هذا الطيب، فإنه يذهب غمك. فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته: ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم فمن شمَّ منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به. وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته، فلما شمته بعثت منه (¬٤) إلى رجل كانت تحبه، وقد كانت دفعت إليه المال، فتطيب منه، ومر مجتازًا ببعض أبواب المدينة، فشم الموكل بالباب رائحته عليه (¬٥)، فأتى به المنصور، فسأله: من أين لك هذا الطيب؟ فلجلج (¬٦) في كلامه. فدفعه (¬٧) إلى والي الشرطة، فقال: إن أحضر لك (¬٨) كذا وكذا من المال فخل عنه، وإلا اضربه ألف سوط. فلما جرد للضرب أحضر المال (¬٩) على هيئته، فدعا المنصورُ صاحبَ
---------------
(¬١) "ثم طلبه" ساقطة من "جـ".
(¬٢) "لا" ساقطة من "ب".
(¬٣) "كان" ساقطة من "جـ".
(¬٤) وفي "هـ": "به".
(¬٥) وفي "جـ": "رائحة طيبه".
(¬٦) أي تردد في كلامه. مختار الصحاح (٥٩٢)، المصباح المنير (٥٤٩).
(¬٧) وفي "ب" و"هـ": "فبعثه"، وفي "جـ": "فبعث به".
(¬٨) وفي "أ" و"ب" و"هـ": "إليك".
(¬٩) من قوله "فخل عنه" إلى "أحضر المال" ساقط من "ب".

الصفحة 104