كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

والنرد، ولهم صبي يخدمهم، فإذا كان الليل انصرفوا (¬١) إلى دار لهم بالكَرْخ (¬٢)، ويَدَعون الصبي في الدار يحفظها، فإذا كان سحرًا جاءوا ونحن نيام لا نشعر (¬٣) بهم. فقال للرجل: هذه صفة لصوص أم لا؟ قال: بلى، فأنفذ في الحال، فاستدعى عشرة من الشرط، وأدخلهم إلى أسطحة الجيران، ودق هو الباب، فجاء الصبي ففتح. فدخل الشرط معه (¬٤)، فما فاتهم من القوم أحد فكانوا هم أصحاب الجناية (¬٥) بعينهم (¬٦).
ومن ذلك: أن بعض الولاة سمع في بعض ليالي الشتاء صوتًا بدار يطلب ماءً باردًا (¬٧)، فأمر بكبس الدار، فأخرجوا رجلًا وامرأة، فقيل له: من أين علمت؟ قال: الماء لا يبرد في الشتاء، إنما ذلك علامة بين هذين (¬٨).
وأحضر بعض الولاة (¬٩) شخصين (¬١٠) متهمين بسرقة، فأمر أن
---------------
(¬١) وفي "جـ": "صدروا".
(¬٢) الكرخ: محلة في وسط بغداد. معجم البلدان (٤/ ٥٠٨).
(¬٣) وفي "أ" و"ب" و"هـ": "لا نعقل".
(¬٤) قوله "فجاء الصبي ففتح فدخل الشرط معه" ساقط من "ب".
(¬٥) في "أ" و"ب" و"هـ": "الخيانة".
(¬٦) الأذكياء (٥٨).
(¬٧) قوله "يطلب ماءً باردًا" ساقط من "أ" و"ب" و"هـ".
(¬٨) الأذكياء (٦٠).
(¬٩) وهو ابن النسوي. الأذكياء (٦٠).
(¬١٠) في "أ": "خصمين".

الصفحة 115