كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وتناكرا، فأمر أن يطعم أحدهما تينًا (¬١)، والآخر قثَّاءً (¬٢)، فعلم صاحب العيب بذلك (¬٣).
وقال أصبغ (¬٤) بن نباتة: إن شابًّا شكا إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - نفرًا، فقال: إن هؤلاء خرجوا مع أبي في سفر، فعادوا ولم يَعُدْ أبي، فسألتهم عنه، فقالوا: مات، فسألتهم عن ماله؟ فقالوا: ما ترك شيئًا، وكان معه مال كثير، وترافعنا (¬٥) إلى شريح، فاستحلفهم وخلى سبيلهم، فدعا علي بالشُّرط، فوكل بكل رجل (¬٦) منهم رجلين، وأوصاهم ألا يمكنوا بعضهم أن يدنو من بعض، ولا يدعوا (¬٧) أحدًا يكلمهم، ودعا كاتبه، ودعا أحدهم. فقال: أخبرني عن أبي هذا الفتى: أي يوم خرج معكم؟ وفي أي منزل نزلتم؟ وكيف كان سيركم؟ وبأي علة مات؟ وكيف أصيب بماله؟ وسأله عمن (¬٨) غسله ودفنه؟ ومن تولى الصلاة عليه؟ وأين دفن؟ ونحو ذلك، والكاتب يكتب، ثم كبَّر (¬٩)
---------------
= الحكام (٢/ ١٩٦)، البهجة في شرح التحفة (١/ ٣١٢).
(¬١) في "ب" و"جـ" و"هـ": "لفتًا".
(¬٢) القثاء: الخيار. المصباح المنير (٤٩٠)، مختار الصحاح (٥٢١).
(¬٣) تبصرة الحكام (٢/ ١٩٦)، مواهب الجليل (٣/ ٤٨٤).
(¬٤) في "أ": "الأصبغ".
(¬٥) في " أ" و"ب" و"هـ": "فارتفعنا".
(¬٦) في "ب" و"هـ": "بكل واحد".
(¬٧) في "ب" و"جـ" و"هـ": "ولا يمكنوا".
(¬٨) في "ب": "عن".
(¬٩) في "أ" و"ب" و"هـ": "فكبر".

الصفحة 122