كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
فقال: "لَوْ أَعْلَمُ أنَّكَ تَنْظُر لَطَعَنْتُ به في عَيْنِكَ، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر" (¬١).
وفي "صحيح مسلم (¬٢) " عنه: أن رجلًا اطلع على النبي - صلى الله عليه وسلم - من ستر الحجرة، وفي يد النبي - صلى الله عليه وسلم - مِدْرى، فقال: "لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ هذا يُنْظِرني حتَّى آتِيَهُ لَطَعَنْتُ بالمِدْرى في (¬٣) عيْنِهِ، وهلْ جُعِلَ الاستِئذانُ إِلا من أجلِ البَصَرِ (¬٤)؟ " أي لو أعلم أنه يقف لي حتى آتيه.
وفي "الصحيحين" (¬٥) عن أنس - رضي الله عنه -: "أن رجلًا اطلع في بعض حُجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بمشْقص (¬٦)، فذهب نحو الرجل، يخْتِلُه (¬٧) ليطعنه به، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخْتِلُهُ
---------------
= ٣٨٠)، عمدة القاري (١٨/ ٩١)، شرح صحيح مسلم للنووي (١٤/ ٣٨٤).
(¬١) رواه البخاري رقم (٦٩٠١) (١٢/ ٢٥٣) وفي مواضع أخرى منها (٦٢٤١) (١١/ ٢٦) و (٥٩٢٤)، ومسلم (٢١٥٦) (١٤/ ٣٨٤).
(¬٢) في كتاب الآداب باب تحريم النظر في بيت غيره (٢١٥٦) (١٤/ ٣٨٤).
(¬٣) من قوله "مدرى، فقال: لو" إلى قوله "بالمدرى في" ساقط من "ب".
(¬٤) في "جـ" و"هـ": "النظر".
(¬٥) البخاري رقم (٦٢٤٢) (١١/ ٢٦) ورقم (٦٩٠٠)، ومسلم رقم (٢١٥٧) (١٤/ ٣٨٥).
(¬٦) المشقص: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه: نصل السهم إذا كان طويلًا غير عريض. النهاية في غريب الحديث (٢/ ٤٩٠)، غريب الحديث للحربي (١/ ٩٦)، فتح الباري (١١/ ٢٧).
(¬٧) يختله: يطلبه من حيث لا يشعر. النهاية (٢/ ١٠)، المجموع المغيث (١/ ٥٤٩). في "جـ": "يختلفه".