كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
بل قد يكون أشد منه. ولو قال الغريم للحاكم: اضربه إلى أن يُحضر المال، لم يُجِبْه إلى ذلك. فكيف يُجيبه إلى الحبس الذي هو مثله أو أشد. ولم يحبس الرسول - صلى الله عليه وسلم - طول مدته أحدًا في دين قط، ولا أبو بكر بعده ولا عمر ولا عثمان (¬١) - رضي الله عنهم -، وقد ذكرنا قول علي - رضي الله عنه -.
قال شيخنا - رحمه الله -: وكذلك لم يحبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أحد من الخلفاء الراشدين زوْجًا في صداق امرأته (¬٢) أصلًا (¬٣).
وفي رسالة الليث بن سعد (¬٤) إلى مالك التي رواها يعقوب بن سفيان الفسوي (¬٥) الحافظ في "تاريخه" (¬٦) عن أيوب عن (¬٧) يحيى بن
---------------
(¬١) انظر: أقضية الرسول - صلى الله عليه وسلم - لابن فرج (١١)، الفروع (٤/ ٢٩٠)، تبصرة الحكام (٢/ ٢١٦).
(¬٢) في "ب": "امرأة".
(¬٣) وذكر أن هذا قول المذاهب الأربعة. الفتاوى (٣٢/ ١٩٧). وانظر: رسالة الليث التالية.
(¬٤) "بن سعد" من "أ".
(¬٥) في "أ" و"ب" و"هـ": "النسوي".
(¬٦) قال عنه الذهبي: "جم الفوائد" ا. هـ. سير أعلام النبلاء (١٣/ ١٨٠). وقال ابن القيم: "كتاب جليل غزير العلم جم الفوائد" ا. هـ. إعلام الموقعين (٣/ ١١٠). وانظر: كشف الظنون (١/ ٢٨٠)، الفهرست (٢٨٠).
(¬٧) هكذا في جميع النسخ "عن أيوب عن". والمثبت في التاريخ والمعرفة للفسوي (١/ ٦٨٧): حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير ولم يذكر "عن أيوب عن". وهو ما أثبته كذلك ابن القيم في إعلام الموقعين (٣/ ١١٤). ويحيى بن عبد الله من شيوخ أبي يوسف الفسوي وقوله هنا: "عن أيوب عن" =