كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

درهم (¬١)؟ قالوا: نعم، كان لا يزال يلقانا، فيقول: اذكروا (¬٢) شهادتكم على فلان بأربعة آلاف درهم، فصرفهم، ودعا المشهود له. فقال: يا عدو الله، تغفلت قومًا صالحين مغفلين، فأشهدتهم على صحيفة جعلت طينتها (¬٣) في وسطها، وتركت فيها بياضًا في أسفلها، فلما ختموا الطينة (¬٤) قطعت الكتاب الذي فيه حقك ألفا درهم، وكتبت في البياض أربعة آلاف فصارت الطينة (¬٥) في آخر الكتاب، ثم كنت تلقاهم فتلقنهم، وتذكرهم أنها أربعة آلاف، فأقر بذلك، وسأله الستر عليه (¬٦). فحكم له بألفين وستر عليه (¬٧).
وقال نعيم بن حماد عن إبراهيم بن مرزوق (¬٨) البصري: كنا عند إياس بن معاوية، قبل أن يُستقضى، وكنا نكتب عنه الفراسة، كما نكتب عن المحدث الحديث، إذ جاء رجل، فجلس على دكان مرتفع بالمِرْبَد (¬٩)، فجعل يترصد الطريق، فبينما هو كذلك إذ نزل فاستقبل رجلًا، فنظر إلى وجهه، ثم رجع إلى موضعه، فقال إياس:
---------------
(¬١) "درهم" ساقط من "أ".
(¬٢) في "ب" و"هـ": "أذكركم".
(¬٣) في "ب" و"جـ": "طيها".
(¬٤) في "أ": "الطينة"، وفي باقي النسخ: "الطية".
(¬٥) في باقي النسخ عدا "أ": "وصارت الطية".
(¬٦) "عليه" من "أ".
(¬٧) رواه وكيع في أخبار القضاة (١/ ٣٦٩). وانظر: تهذيب الكمال (٣/ ٤٢٥).
(¬٨) في "ب": "مسروق".
(¬٩) سوق الإبل في البصرة. معجم البلدان (٥/ ١١٥).

الصفحة 85