كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
قال الاشرف ابو العباس اسماعيل الغساني، أصلح الله سريرته ونور بصيرته لا يتفق ان يكون اول يوم من السنة الرومية اول يوم من السنة الفارسية والله اعلم.
و في هذه السنة قتل شمس الدين محمد 52 بن عبد الملك المعروف بابن المقدم بعرفات وهو اكبر الامراء الصلاحية وكان قد استأذن صلاح الدين في الحج هذه السنة ليحرم من القدس ويجمع في سنته بين الجهاد والحج وزيارة الخليل ومشاهد الانبياء بالشام وبين زيارة قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فاذن له وجعله اميرا على حاج الشام فلما كان عشية عرفة تجهز هو واصحابه ليسيروا من عرفات فأمر بضرب 53 كوساته فضربت للرحيل، فارسل اليه امير الحاج العراقي وهو مجير الدين طاشتكين ينهاه عن 54 الافاضة من عرفات قبله، فقال له ليس لي معك تعلق فانت امير الحاج العراقي وانا امير الحاج الشامي، فركب طاشتكين في اجناده واصحابه وتبعه الجم 55 الغفير وقصدوا حاج الشام فقتلوا منهم جماعة