كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

و جرح ابن المقدم عدة جراحات فلما اثخنت 56 جراحاته اخذه طاشتكين الى خيمته ليمرضه وليستدرك ما فرط في حقه. فلما كان من الغد مات بمنى رحمة الله عليه فرزقه الله الشهادة والجهاد والحج وشهود 57 فتح 58 بيت المقدس وزيارة الانبياء صلى الله عليهم اجمعين.
و في هذه السنة قوى 59 أمر السلطان طغرل بن ارسلان بن طغرل 60 بن محمد بن ملكشاه وكثر جمعه وملك كثيرا من البلاد فارسل الامير قزل أرسلان بن شمس الدين ايلدكز الى الخليفة ليستنجده ويخوفه من طغرل ويبذل من نفسه الطاعة وارسل طغرل رسولا الى بغداد يريد ان يعمر له دار السلطنة ليسكنها اذا وصل فاكرم الخليفة رسول قزل ورد رسول السلطان طغرل بغير جواب وأمر الخليفة بهدم دار السلطنة فهدمت الى الارض وعفى اثرها.
و في هذه السنة في شهر ربيع الاول قتل مجد 61 الدين ابو الفضل ابن الصاحب، أمر الخليفة بقتله وهو استاذ دار الخليفة وكان متحكما في الدولة ليس للخليفة معه أمر ولا نهي، ولما قتل ظهرت له اموال جليلة فاخذت جميعها، وكان حسن السيرة عفيفا وكان الذي سعى به انسان من اصحابه يقال له عبيد الله بن يونس.
وفي شهر شوال استوزر 62 الخليفة الناصر لدين الله ابا المظفر

الصفحة 202