كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

الشافعي شيخ الشافعية بالعراق، عاش اثنتين وثمانين سنة وكان من اصحاب ابي الحسن 93 بن الخل وكان دينا صالحا خيرا له عند الخليفة وعند سائر العامة حرمة عظيمة وجاه عريض وكان حسن الخط به يضرب المثل. وفي:

سنة ست وثمانين وخمسمائة

احدق 1 الفرنج بمدينة عكا، وحاصروها من جهاتها الأربع وأتتهم الامداد في البحر من الجزائر البعيدة حتى ملأوا البر والبحر، وكان السلطان صلاح الدين وعساكره في قتالهم. وقدمت اليه العساكر البعيدة من الشرق والغرب واشتد الامر واستولى الفرنج عليها بعد الجهد الشديد 2، وسأذكر ذلك في موضعه من الكتاب.
و توفي زين 3 الدين يوسف بن زين الدين علي بن بكتكين صاحب اربل وكان قد حضر عند 4 صلاح الدين بعساكره فتوفي يوم الثامن عشر من شهر رمضان. ذكر العماد الكاتب في كتابه البرق 5 الشامي قال: جئنا الى مظفر الدين بن زين الدين نعزيه عن اخيه فاذا هو في شغل شاغل عن العزاء مهتم بالاحتياط على ما خلفه اخوه وهو جالس في خيمة من خيام

الصفحة 209