كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

و في هذه السنة وصلت 20 أمداد من الفرنج في البحر الى عكا وسأذكر ذلك في موضعه من الكتاب.
و في هذه السنة، في شهر ربيع الاول سار 21 عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي صاحب الموصل الى جزيرة ابن عمر فحصرها وكان صاحبها يومئذ سنجرشاه 22 بن يوسف الدين غازي بن مودود وهو ابن اخي عز الدين، وكان سنجر كثير الاذى لعمه عز الدين والشناعة عليه وكان يكتب الى صلاح الدين ويغرر به فتارة يقول له انه يكاتب اعداءك وتارة يقول انه يريد قصد بلادك. وكان عمه عز الدين يصبر منه على ما يكون.
فلما كان في السنة الماضية سار صلاح الدين في جملة من سار من اصحاب الاطراف فاقام عنده اياما وطلب دستورا بالعود الى بلده فقال له صلاح الدين ان عندنا من اصحاب الاطراف [جماعة] 23 و متى فتحت هذا الباب اقتدى بك غيرك، فلم يلتفت الى قوله 96 / ب/و اصر على العود فلما كانت 24 ليلة الفطر من سنة ست وثمانين ركب تلك الليلة في السحر الى خيمة صلاح الدين بعد ان اذن لاصحابه في المسير فساروا وبقي في جريدة 25 من اصحابه فارسل يطلب الاذن على صلاح الدين، فلم يمكنه أن يأذن للفور فلم يزل حتى اذن له، فلما دخل عليه هنأه بالعيد واكب عليه يودعه، فقال له صلاح الدين ما علمنا بصحة عزمك فاصبر علينا حتى نفعل ما جرت به العادة فلم يفعل وودعه وانصرف، فكتب صلاح الدين الى تقي الدين ابن اخيه يأمره باعادة سنجر شاه (طوعا أو كرها وكان تقي الدين) 26 قد اقبل من بلده في عسكر كثيف، فلما لقيه الكتاب

الصفحة 212