كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
عشرة ايام، لا يتكلم الا بالشهادتين وتلاوة القرآن واذا تكلم بشيىء من الكلام استغفر الله ثم عاد الى ما كان عليه. وكانت 91 وفاته بالموصل ودفن بالمدرسة التي انشأها قبالة دار المملكة، وكان حليما كريما كثير الخير والاحسان. وكان كثير الحياء لم يكلم جليسا له الا وهو مطرق، وما قال في شيىء سئله الاحياء 92 و كرم طبع، وكان قد حج ولبس بمكة خرقة التصوف فكان يلبس تلك الخرقة كل ليلة. ويخرج الى مسجد قد بناه في داره ويصلي فيه نحو ثلث الليل وكان شفيقا على الرعية رؤفا 93 بهم.
و في هذه السنة قتل سيف الدين بكتمر 94 صاحب خلاط في اول شهر جمادى الاولى. 98 ب/و كان قد اظهر الشماتة 95 بموت صلاح الدين وفرح فرحا عظيما وعمل تختا جلس فيه ولقب نفسه بالسلطان المعظم صلاح 96 الدين وتسمى عبد العزيز، وظهر فيه اختلال وتخبط، وتجهز لحصر ميافارقين فادركته منيته، فقتله صهره 97 زوج ابنته بدر الدين