كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

فيهم عدة من المسلمين متمسكين بشريعة الاسلام من ايام محمود بن سبكتكين. فلما التقى الجيشان اقتتلوا قتالا شديدا فانهزم ملك الهند وعسكره وكثر فيهم القتل والأسر وأخذ منهم تسعين فيلا. وقتل ملك الهند ولم يعرفه احد 22 و دخل شهاب الدين بلاده فحمل من خزائنها على الف واربعمائة جمل وعاد الى غزنة بالغنيمة والافيال في جملتها فيل ابيض فكانت الافيال اذا قابلت شهاب الدين وامرت بالخدمة خدمت الا الفيل الابيض فانه كان لا يخدم هكذا قاله ابن الاثير 23.
و في هذه السنة سار السلطان طغرل 24 بن ارسلان الى الري ففر منه قيلغ 25 اينانج بن البهلوان وأرسل خوارزم شاه يسأله اعادة 26 فوافق رسول الخليفة الى خوارزم شاه يأمره بقصد بلاد طغرل. وكتب له منشورا باقطاع البلاد. فسار خوارزمشاه من نيسابور الى الري فتلقاه قيلغ اينانج ومن معه بالطاعة وساروا جميعا، فلما سمع السلطان طغرل بوصولهم خرج في طائفة من عسكره اليهم، وكان عسكره مفرقا فالتقى العسكران بالقرب من الري، فحمل بنفسه في وسط عسكر خوارزم شاه وكان شجاعا مقداما فاحاط به العسكر فقتلوه يوم الرابع وللعشرين من شهر ربيع الاول، وحمل رأسه الى خوارزم شاه فسيره من يومه الى بغداد فنصب عند باب 27 النوبي عدة ايام وسار خوارزم شاه الى همذان فملكها

الصفحة 228