كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

و ملك تلك البلاد باسرها وسلمها الى قيلغ اينانج واقطع كثيرا منها لمماليكه وعاد الى خوارزم.
وفي شهر شعبان من هذه السنة خلع الخليفة الناصر 28 لدين الله على نائب الوزارة مجد 29 الدين ابي عبد الله محمد 30 بن علي المعروف بابن القصاب. وسار في شهر رمضان الى بلاد خوزستان. وسبب ذلك ان صاحبها ابن شملة 31 توفي واختلف اولاده بعده فراسل بعضهم مؤيد الدين يستنجده لما بينهم من الصحبة القديمة فقوى الطمع في البلاد فجهزت العساكر مع مجد الدين الى خوزستان فملكها في اول سنة احدى وتسعين 32.
و في هذه السنة وصل 33 صاحب مصر وهو الملك العزيز عثمان 34 بن صلاح الدين يوسف بن ايوب الى مدينة دمشق فحصرها وفيها اخوه الاكبر وهو الملك الافضل 99 ب علي بن صلاح الدين فارسل الافضل/الى عمه الملك العادل ابي بكر بن ايوب وهو صاحب الديار الجزرية يستنجده. وكان يعتمد عليه كثيرا فسار الملك العادل الى دمشق، وسار معه الملك الظاهر بن غازي بن صلاح الدين وهو صاحب حلب وناصر الدين محمد بن تقي الدين صاحب حماة وأسد الدين شيركوه بن محمد بن شيركوه بن ايوب وهو صاحب حمص، وسار عسكر الموصل وغيرها فاجتمعوا بدمشق واتفقوا على حفظها علما منهم ان العزيز ان ملكها استولى على بلادهم. فترددت الرسل حينئذ بالصلح على ان يكون البيت 35 المقدس وما جاوره للعزيز وان يعطي الافضل اخاه الظاهر جبلة 36 و لاذقية وسقي دمشق وطبرية واعمال الغور للافضل وان يكون

الصفحة 229