كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
و كان صاحبها تركيا اسمه أذير وكان يحمل الخراج كل سنة الى الخطا بما وراء النهر فتوفي في هذه السنة فسار بهاء الدين سام الى المدينة فملكها وتمكن منها وقطع الحمل 35 الى الخطا وخطب لغياث الدين بها وصارت من جملة بلاد الاسلام وكان خوارزم شاه قد سار الى بلد الري وهمذان وتعرض لعسكر الخليفة واظهر طلب السلطنة فارسل الخليفة الى غياث الدين يأمره يقصد بلاد خوارزم شاه ليعود عن قصد العراق فراسله غياث الدين يتهدده بقصد بلاده واخذها منه. فكتب خوارزم شاه الى الخطا يشكو اليهم من غياث الدين ويستنجد بهم فجهز ملك الخطا جيشا عبروا نهر جيحون الى ناحية خراسان، فعاثوا في البلاد وافسدوا فلقيهم عسكر لغياث الدين الغوري وقاتلهم فانهزم الخطا وقتل منهم نحو من إثني عشر الفا 36، فعظم ذلك على ملك الخطا 37 و ارسل الى خوارزم شاه يقول له انت قتلت رجالي واريد عن كل قتيل عشرة آلاف دينار فاعاد الجواب الى ملك الخطا يقول له أن عسكرك انما قصدوا انتزاع بلخ ولم يقصدوا نصرتي ولا اجتمعت بهم فان كنت فعلت ذلك لهم فأنا مقيم بالمال الذي طلبته مني، ولكن لما عجزتم أنتم عن غياث الدين عدتم الى 38 هذا القول وقد اصلحت الغورية ودخلت في طاعتهم ولا طاعة لكم عندي. فجهز ملك الخطا جيشا كثيفا، وسيره الى خوارزم فحصروها وكان خوارزمشاه يخرج اليهم كل ليلة ويقتل منهم كثيرا حتى اتى على اكثرهم فرحل الباقون الى بلادهم وسار خوارزم شاه في اثارهم وقصد بخارا 39 فنازلها وحصرها وامتنع