كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

قد بنت مدرسة ودفنت فيها اباها وامها واخا لها فأمر بهدم المدرسة ونبش القبور واخراج الموتى واخراج عظامهم منها.
و كان غياث الدين رحمة الله عليه ملكا جوادا مهيبا شجاعا مظفرا منصورا 40 في حروبه لم ينهزم قط وكان قليل المباشرة للحروب وانما كان له مكر ودهاء. وكان حسن الاعتقاد كثير الصدقات والوقوفات وبنى المساجد والمدارس بخراسان لأصحاب الشافعي، وبني الخانكاهات 41 في الطرق وأسقط المكوس ولم يتعرض الى احد من الناس ومن مات ولا وارث له تصدق بما يخلفه وان كان من بلد معروف سلم ماله الى تجار تلك البلدة ليؤدوه الى اهله واقاربه فان لم يجد واحدا منهم سلمه الى القاضي الى ان يصل من يأخذه وكان يفعل بمقتضى الشرع واذا وصل الى بلد أحسن الى اهله وكان يفرض للفقهاء وأرباب الفضل في كل سنة من خزائنه ويفرق الاموال على الفقراء والمساكين ويراعي من وصل الى حضرته من العلويين والشعراء وغيرهم وكان فيه فضل وأدب مع حسن خط وبلاغة وكان ينسخ المصاحف بخطه ويوقفها في المدارس التي 108 ب/
بناها. ولم يظهر منه تعصب على مذهب ويقول التعصب من الملك قبيح وكان شافعي المذهب 42.
و في هذه السنة استولى 43 الفرنج على دوين 44 من اذربيجان ونهبوها واستباحوا اموالها، واكثروا القتل فيها وكانت هي وجميع بلاد أذربيجان للأمير ابي بكر بن البهلوان وكان مشغولا يشرب الخمر ليلا ونهارا لا يفيق ولا يصحو ولا ينظر في أمر مملكته غافلا عن أمر رعيته

الصفحة 277