كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

فارس وارسل فيهم الملك الأفضل على بن صلاح الدين صاحب سميساط فلما وصل العسكر الى ملطية انهزم صاحب آمد ومن معه عن خرتبرت.
و في هذه السنة أغارت 12 الكرج على بلاد الاسلام من ناحية اذربيجان فاكثروا العبث والفساد والنهب 111 أ/و السبي ثم اغاروا على ناحية خلاط 13 من إرمينية 14 فاوغلوا في البلاد ولم يخرج اليهم احد من المسلمين فلم يزالوا ينهبون ويسلبون ويأسرون وكلما قربوا 15 تأخرت عساكر المسلمين عنهم ثم انهم رجعوا ثم عادوا الى خلاط فنهبوا وخرّبوا وسبوا، فجمع صاحب خلاط عسكره وسار الى طغرل 16 شاه بن قلج ارسلان فاستنجده على الكرج فسير عسكره جميعه معه فتوجهوا نحو الكرج فلقوهم وتصافوا واقتتلوا، فانهزمت الكرج وقتل زكري الصغير وهو من اكابر مقدميهم وكان مقدم عساكر الكرجية فغنم المسلمون ما معهم من الاموال والسلاح والكراع وغير ذلك وقتلوا منهم خلقا كثيرا وأسروا كذلك وعادوا الى بلادهم.
و في هذه السنة كانت الحرب 17 بين الامير قتادة 18 ابن ادريس الحسيني امير مكة وبين الامير سالم بن قاسم الحسيني صاحب المدينة، وكان مع كل واحد منهما جمع كثير، فاقتتلوا قتالا شديدا وكانت الحرب بذي الحليفة 19، و كان قتادة قد قصد المدينة ليحصرها ويأخذها، فلقيه

الصفحة 292