كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
و في هذه السنة وقع الثلج بمدينة هراة اسبوعا كاملا فلما سكن جاء بعده سيل من الجبل 24 اخرب كثيرا من الدور ورمى من الحصن قطعة عظيمة وجاء بعده برد شديد اهلك الثمار فلم يصح منها الا اليسير في تلك السنة.
111 ب/وفي شهر شعبان خرج عسكر 25 من الغورية مقدمتهم الامير زنكي بن مسعود قاصدين مدينة مرو وعلم بهم نائب 26 خوارزم شاه بمدينة سرخس فكمن لهم كمينا، فلما وصلوا اليه هزمهم واخذ وجوه الغورية اسرى 27 فلم يفلت منهم الا القليل واخذ اميرهم زنكي اسيرا فقتلوا صبرا وعلقت رؤسهم بمرو.
وفي شهر ذي القعدة سار الامير عماد الدين عمر بن الحسين الغوري صاحب بلخ 28 الى مدينة ترمذ 29 و هي للأتراك الخطا فافتتحها عنوة وجعل بها ولده الاكبر وقتل من كان فيها من الخطا ونقل العلويين منها الى بلخ فسارت تريد دار الأسلام. 30 و في هذه السنة قتل 31 رجل اعمى ببغداد، قتله رجلان اعميان طمعا في ان يأخذا منه شيئا فادركهما الصباح فهربا من الخوف يريدان الموصل واصبح الرجل مقتولا. ولم يعلم قاتله واجتاز الرجلان في موضع فلقيهما 32 بعض اصحاب الشحنة فقال لمن معهم يهزأ بهما أظن هؤلاء الذين قتلوا الاعمى!! فقال أحدهما هذا والله الذي قتله فقال الاخر لا والله بل انت الذي قتلته فاخذا معا وأتي بهما