كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

فلما بلغه أن شهاب الدين قد قتل ارتد عن الاسلام وبايع بني كوكر على فسادهم فامر شهاب الدين مملوكه قطب الدين ايبك ان يراسل بني كوكر ويدعوهم الى الطاعة ويتهددهم 112 أ/ان لم يجيبوا ففعل ذلك. فقال ابن كوكر: لأي معنى لم يرسل السلطان الينا رسولا ولو كان حيا لراسلنا ولم يصغ الى ما سمع من الرسول فعاد الرسول واخبر بما رأى وسمع، فأمر شهاب الدين مملوكه قطب الدين بجمع العساكر وقتال بني كوكر واخرج خيامه وسار عن غزنة خامس شهر ربيع الاول من السنة المذكورة.
فلما سار وابعد انقطعت اخباره عن الناس بغزنة حتى ارجف الناس بانهزامه وكان شهاب 44 الدين لما سار أتاه خبر ابن كوكر انه نازل في عساكره في موضع معروف 45 فجد اليه السير ليلا ونهارا حتى دهمه قبل الوقت الذي كان يقدر وصوله فيه فاقتتلوا قتالا شديدا يوم الخميس لخمس بقين من ربيع الاخر من اول النهار الى آخره فبينما هم كذلك اذ اقبل قطب الدين في عساكره، فحملوا حملة صادقة فانهزمت الكوكرية ومن انظم اليهم فقصدوا أجمة 46 هناك احتموا بها واضرموا النار وكان احدهم يقول لصاحبه لا تترك المسلمين يقتلونك، ثم يلقي نفسه في النار فيلقي صاحبه نفسه فيها بعده، فعمهم الفناء بالسيف والنار، وكانوا قد ساروا باهلهم واموالهم فغنم المسلمون منهم ما لم يسمع بمثله، حتى ان المماليك كانوا يباعون كل خمسة بدينار ركني!! وهرب ابن كوكر بعد أن قتل اخوانه جميعهم واما صاحب الجودي فانه جاء ليلا الى قطب الدين 47 ايبك

الصفحة 297