كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
فاستجاره فأجاره وشفع فيه الى شهاب الدين فشفعه فيه واخذ منه قلعة الجودي، ثم سار شهاب الدين نحو لهاوور 48 فقرر قواعدها واقام بها الى السادس عشر من رجب ورجع الى غزنة وامر عساكره بالتجهز للمسير الى سمرقند 49.و كان من جملة المفسدين الخارجين علي شهاب الدين السراهنة 50 فاوقع بهم نائبه 51 تاج الدين وقتل منهم خلقا كثيرا وحمل رؤوس المعروفين منهم، وعلقت في بلاد الأسلام وكانت فتنة السراهنة على المسلمين أشد قديما وحديثا وكان اذا وقع في ايديهم أسير 52 من المسلمين عذبوه بانواع العذاب وكانوا يغيرون على البلاد فيقتلون ويأسرون، وكانوا كفارا لا دين لهم يرجعون اليه ولا مذهب يعتمدون عليه. واذا ولد لأحدهم بنت وقف على باب بيته وصاح باعلى صوته: الا ان امرأتي ولدت بنتا فمن يتزوجها منكم أو من يريدها فان اجابه احد تركها والا قتلها!!
و يكون للمرأة منهم عدة ازواج فاذا كان احدهم عندها ترك نعله على الباب فكل من جاء من ازواجها ورأى ذلك النعل رجع ولم يزالوا كذلك حتى اسلمت 53 طائفة منهم اخر ايام شهاب الدين 54.
و في هذه السنة قتل شهاب الدين ابو المظفر محمد 55 بن سام الغوري وكان قتله اول ليلة من شهر شعبان. قتله جماعة من الكوكرية 56.