كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
الناس فلم يؤخذ 64 لأحد شيء ولا اريق ملء محجم دم. وكانت المحفة محفوفة بالحشم والوزير والعسكر والشمسية على حاله في حياته. وتقدم الوزير الى العسكر باقامة السياسة وضبط العسكر وكانت جمال الحرانة 65 التي في صحبته الفي جمل ومائتي جمل. وشغل الغلمان الاتراك الصغار لينهبوا المال فمنعهم الوزير والامراء الكبار [من المماليك وهو صونج صهر ألدز وغيره وامروا كل من له اقطاع] 66 من اصحاب قطب الدين بالعودة اليه. وفرقوا فيهم اموالا كثيرة، فعادوا [و سار الوزير] 67 فيمن بقي معه من العسكر الغوريين واهل غزنة واختلفوا فيمن تقدم 68 بأمر المملكة وكان الوزير والاتراك يريدون غياث الدين محمود 69 بن سام وكان الامراء الكبار الغورية يريدون بهاء الدين سام 70 بن محمد بن مسعود ابن اخت شهاب الدين فارسل كل طائفة منهم الى من يميلون اليه يخبرونه بموت شهاب الدين ويحثونه على المسير الى غزنة [و اما بهاء الدين سام] 71 فانه لما علم بوفاة خاله شهاب الدين كتب الى اصحاب غزنة يأمرهم بحفظ البلد ويعرفهم انه واصل اليهم ويعدهم الجميل والاحسان، وكتب الى علاء الدين محمد بن ابي علي يستدعيه اليه والى غياث الدين محمود بن غياث الدين والى ابن خرميل والى هراة يأمرهم باقامة الخطبة له في بلادهم وحفظ ما بأيديهم. ولم يظن أن احدا يخالفه [و سار عن باميان] 72 فلما صار على مرحلتين من بلاده حدث به صداع فنزل ليستريح فازداد الأمر به فأيس من الحياة فأحضر ولديه علاء الدين 113 أ/و جلال الدين فعهد الى الاكبر منهما وهو علاء الدين وأمر اخاه جلال الدين بطاعته وامرهما بقصد غزنة وضبط الملك والرفق بالرعية، وأن يصالحا غياث الدين على