كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

بلبان 28 مملوك شاه أرمن بن 29 سكمان وكان ولد بكتمر صبيا جاهلا، فقبض على الامير شجاع الدين قيلغ 30 و كان اتابكه ومدبر أمر دولته وكان حسن السيرة مع الجند والرعية، فلما قتله اختلفت الكلمة عليه من الجند والعامة واشتغل هو باللهو واللعب والشراب، ثم ان بلبان جاهر ولد بكتمر 27 بالعصيان والعداوة وسار من خلاط الى ملاذكرد فملكها فاجتمعت عليه العساكر والاجناد وسار ايضا الى خلاط فحصرها وضيق عليها وقاتله اهلها قتالا شديدا، فانهزم عن خلاط وعاد قريبا واستكثر من العسكر وعاد الى خلاط فحاصرها اشد من الاول، وضيق على اهلها ضيقا شديدا، فمالوا على ولد بكتمر لصغره وجهله واشتغاله عن الملك باللهو واللعب، فقبضوا عليه في القلعة، وارسلوا الى بلبان وحلفوه على على ما ارادوا وسلموا اليه القلعة وابن بكتمر 27، فاستولى على جميع المملكة وسجن ابن بكتمر 27 في قلعة هناك واستقر ملكه على البلاد 31.
ثم ان نجم الدين ايوب بن الملك العادل صاحب ميافارقين سار نحو ولاية خلاط، وكان قد استولى على عدة حصون من اعمالها فلما 116 أ/اظهر له بلبان 32 العجز عن مقاتلته. طمع 33 و اوغل في البلاد فاخذ عليه بلبان الطريق، وقاتله فلم يفلت من اصحابه الا القليل.
و في هذه السنة ملك 34 الكرج حصن قرس من اعمال خلاط، وكانوا قد حصروه مدة طويلة وضيقوا على اهله وكان الوالي يطلب النجدة ويستغيث فلم يغثه احد فلما رأى ذلك صالح الكرج على تسليم القلعة على مال كثير واقطاع يأخذه 35 منهم فصارت دار شرك بعد ان كانت دار توحيد فحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل. ثم ان الله تعالى نظر الى

الصفحة 312