كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
شاه بوصوله خافه وسار من طبرستان متوجها الى غياث الدين محمود 62 الغوري صاحب فيروزكوه، فتلقاه غياث الدين واكرمه، ولما دخل خوارزم شاه نيسابور اصلح امرها وجعل فيها نائبا، وسار الى هراة فنزل عليها مع عسكره الذين يحاصرونها، فاحسن الى اولئك الامراء ووثق بهم، وارسل خوارزم شاه الى الوزير يقول له: انك وعدت عسكري انك تسلم المدينة اذا حضرت والان قد حضرت فما عذرك في تسليم البلد فقال: لا افعل لأني اعرف انكم غدّارون لا تبقون على احد. 63 فغضب خوارزم شاه من قوله وزحف الى البلد في عساكره، فاجتمع اهل هراة الى الوزير وقالوا له، هلك الناس من الجوع والقلة وقد تعطلت علينا معايشنا، وقد وعدت بتسليم البلد الى خوارزم شاه اذا وصل، وهذا خوارزم شاه فما 64 تنتظر فلم يجبهم 65 الى ذلك، فثارت الفتنة في البلد وعظم الخطب فكتب بعض اهل البلد فملكوه، وقبضوا على الوزير فقتله خوارزم شاه. وكان قتله في سنة خمس وستمائة 66، و دخل خوارزم شاه الى البلد، وقرر قواعده واصلحه وسلمه الى احد ثقاته فلم يزل بيده الى أن هلك خوارزم [شاه] وأما شهاب الدين مسعود فانه اقام عند الخطا اياما، فقال له يوما صاحبه الذي اسّره هل عندكم علم عن صاحبكم خوارزم شاه فقد 117 ب/سمعنا انه عدم؟ فقال له شهاب الدين. اما تعرفه، قال لا والله! قال فانه اسيرك الذي كان عندك، قال له فلم لا عرفتني حتى كنت اخدمه واسير بين يديه الى مملكته، قال خفت عليه، فقال الخطاي سر بنا فسارا اليه فاكرمهما واحسن اليهما احسانا عظيما، ولما تقررت قواعد هراة رجع خوارزم شاه الى خوارزم وأمر والي هراة وهو امين 67 ملك ان يقصد غياث الدين محمود 68 بن غياث الدين محمد بن سام الغوري صاحب الغور وفيروزكوه، وان يقبض عليه وعلى اخيه علي شاه بن