كتاب العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

المعروف بطانيكو وكان قائما مقام الملك وعمره قد جاوز مائة سنة ولقي حروبا كثيرة وكان مظفرا حسن السيرة والتدبر والعقل. وسار خوارزم شاه وصاحب سمرقند الى ان لقيهم الخطا فتصافوا واقتتلوا قتالا شديدا لم يكن مثله شدة وصبرا. فانهزم الخطا ومن معهم هزيمة منكرة وقتل منهم أمم لا تحصى وأسر خلق كثير وكان من جملة من أسر مقدمهم بطانيكو 21 و اتي به الى خوارزم فاكرمه واجلسه معه على السرير وسيره الى خوارزم. ثم قصد خوارزم شاه ماوراء النهر فملكها مدينة مدينة وناحية ناحية حتى بلغ أوزكند 22 و جعل نوابه فيها وعاد الى خوارزم ومعه سلطان سمرقند، وكان من احسن الناس وجها وكان اهل خوارزم يجتمعون حتى ينظرون اليه، فزوجه خوارزم شاه بابنته ورده الى سمرقند، وبعث معه شحنة وعسكرا يكون بسمرقند، فاقموا بسمرقند مدة فرأى صاحب سمرقند من سوء سيرة الخوارزميين وقبح معاملتهم ما ندم على مفارقته الخطا فارسل الى ملك الخطا يدعوه الى سمرقند ليسلمها اليه ويعود الى طاعته وامر بقتل الخوارزميين فقتلوا عن آخرهم وكان يجعل الرجل منهم قطعتين وعلقهم على الاسواق، كما يعلق القصابون 23 اللحم ومضى الى القلعة ليقتل زوجته بنت خوارزم شاه فاغلقت الابواب وامتنعت منه وارسلت اليه تقول انا امرأة وقتل مثلي قبيح، ولم يك مني اليك ما استوجب به هذا منك ولعل تركي أحمد عاقبة فاتق الله، فتركها. ووصل الخبر إلى خوارزم شاه فغضب غضبا شديدا وأمر ان يقتل أهل سمرقند اينما كانوا في مملكته فنهته امه فانتهى. وامر عساكره بالتجهز الى ماوراء

الصفحة 328